[QUOTE=خليل الفائدة;1366006]
إثبات صفات النبي [صلى الله عليه وسلم] من غير تعطيل ، وتعطيل صفات الله .
(تلكَ إذاً قسمةٌ ضيزى) !
الحمدُ للهِ المتفرِّدِ بكمالِ الخصائص، والمُنَزَّهِ عن كافَّةِ النقائص ، والصَّلاةُ والسلامُ على نبيِّنا وحبيبنا وقُرَّةِ أعيننا محمدٍ ، وعلى آله وأصحابهِ وأزواجِه ومن سار على دربه واقتفى أثرَه إلى يومِ الدين ؛ أمَّا بعد :
فلا زلتُ أعجبُ مِنْ تلك اللَّوثةِ التي تولَّى كِبرَها المبتدعةُ السَّالفون ، النَّاكبون عن سُنَّةِ الوحي والعقلِ المارقون ، لوثةُ : (إثباتُ الصِّفاتِ للهِ - على وجهها المقطوعِ بهِ وروداً ودلالةً - يستلزمُ التشبيهَ والتجسيمَ و ....) فجنحوا إلى تأويلها [تعطيلها!] ، تديُّناً من بعضهم على غيرِ هدىً ، ومشاقَّةً للهِ ورسولِهِ من آخرين .
وسَرَتْ هذه اللَّوثةُ وسارَ بها الرُّكبانُ ، وانتشرت انتشارَ النارِ في الهشيم ، فعرَّجتْ على كثيرٍ من صالحي القرنِ الرَّابعِ ، والخامسِ ، والسَّادس ، والسابعِ ...... إلى يومِنا هذا ، فرضعها الصغيرِ بالتلقين ، وأُشربَها الغلام مع " الجَوْهرَة " ، فأصبحَ كثيرٌ من العلماءِ - وكثيرٌ على خلافهم - على طرائقِ أهلِ الكلام في تقريرِ أصولِ الدِّين ، وأبحروا في علومِ الآلةِ ، وعلومِ الغايةِ ؛ من عربيَّةٍ ، وحديثٍ ، وفقهٍ ، وأصولٍ ، وتفسيرٍ ، وأدبٍ ، وجعلوا هذا البابَ من المزالِقِ !
وهو - وفالقِ الحبِّ والنَّوى - مِنْ أشرفِ ما يُعلَم ويُدرك ، فبه معرفةُ اللهِ كما أحبَّ لنا أن نعرفَه ، بالقدرِ الذي أعْلَمَناه ولا يحيطونَ بشيءٍ من علمِهِ إلاَّ بما شاءَ ؛ فنزداد معرفةً له ، وحُبّاً ، وشوقاً ، وتعظيماً .
لَيْتَ شعري ، كيفَ يناجي ربَّه مَنْ أدخَل على نفسِهِ اللَّوازِمَ الباطلَةَ من الجهةِ والتحيُّزِ ونحوها ، وهو يقول : ( اللهمَّ إني أسألكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريم ) ؟ سبحانك ربِّي !
مرَّ بي وأنا أقرأ كتابَ [ فتح الباري (2/606) ط : دار طيبة ] للحافظِ ابن حجرٍ رحمه الله رحمةً واسعة ، في مسألةِ " تسوية الصُّفوف " عند قوله : (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) ، وهل رؤيةُ النبيِّ أصحابَه من ورائهِ حقيقةٌ ، أو مجازٌ قُصِدَ به العلم ؟
قال - رحمه الله - : ( والمختار حملها على الحقيقة ) .
وقال قبل ذلك (2/143) : ( والصَّوابُ المختار أنه محمول على ظاهره ، وأنَّ هذا الإبصارَ إدراكٌ حقيقيٌّ خاصٌّ به صلى اللهُ عليه وسلَّم انخرقت له فيه العادة ) .
وقال الزَّينُ بن المُنَيِّرِ - رحمه الله - : ( لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه [ أي التأويل هنا ] في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ ) .
وقال القرطبيُّ - رحمه الله - : ( بل حملها على ظاهرها أولى ؛ لأنَّ فيه زيادةَ كرامةٍ للنبيِّ ) .
قلتُ : أيهما أولى بالقطعِ من جهةِ الدِّلالة :
قول النبيِّ : (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) في الرؤية .
أو قول الله تبارك تعالى : قال يا إبليسُ ما منعكَ أن تسجدَ لما خلقتُ بيديَّ في صفةِ اليدين ؟ أو قوله تعالى : والله يحبُّ المحسنين في صفةِ المحبَّة ؟ ..... إلخ .
وهل - على عبارة الزَّين رحمه الله : لا حاجةَ إلى تأويلها ؛ لأنَّه في معنى تعطيلِ لفظِ الشَّارعِ من غيرِ ضرورةٍ - وُجِدتْ ضرورةٌ لتأويلها بالنعمةِ أو القدرة ؟ أو المحبَّة بإرادةِ الإحسان ؟ ثم - على عبارته كذلك - أليس فيه تعطيل لفظ الشارع ؟!
ألا يمكن أن يقولوا في قول النبيِّ : (أقيموا صفوفَكم ؛ فإني أراكم من ورائي) :
1 - نقطع بعدم وجودِ عينين في خلفِ رأس النبيِّ .
2 - ونقطع بعدمِ إمكان الإنسانِ - خِلْقَةً - أن يُبصرَ ما وراءَه من غيرِ التفاتٍ.
فوجبَ تأويل ذلك بالعِلمِ بحالِ مَن وراءَه .
بل جعلوا ذلكَ سهلاً مقبولاً ، أو معجزةً .
واللهَ الكاملَ المتفرِّدَ بالجلال والكمالِ خِلْواً مما وصفَ به نفسَه إلاَّ قليلاً ؟!!
سبحانَ اللهِ ، ما أضرَّ على الطالبِ دخول مهيعٍ نهى عنه السَّلَفُ .
فإلى مَنْ حادَ عن نهجِ السَّلفِ ؛ بالتأويل ، أو التجهيل ، أو التعطيل أهمسُ في أذنَيْكَ :
أنبيُّنا محمَّدٌ أعَزُّ عليكم من اللهِ ، واتخذتموه وراءَكم ظهريّاً ؟!
اللهمَّ أحسنْ عاقبتنا في الأمورِ كلِّها ، وأجرنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة .
خليل الفائدة
سحر الجمعة 15 / 10 / 1431 هـ .
جزاك الله خيرا .. لكن القوم لا يرون ذلك شيئا عظيما عندما يكون الأمر متعلقا بالعقيدة الاشعرية
فإن رأيت ذلك معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم ... فعند الاشاعرة يجوز للأعمى أن يوهب بمعجزة أعظم منها !!!
[QUOTE=فيصل;951269]بارك الله بك على مواضيعك الرائعة استمر بارك الله فيك
بالنسبة لمسألة رؤية أعمى الصين بقة الأندلس! فقد صرح به بعض أئمتهم فهذا العلامة العصام-بحسب وصفهم- في شرحه لشرح العقائد النسفية ص94 ط الأزهرية يقول:
((قوله"والجواب منع هذا الاشتراط" إما مطلقاً بناء على أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلاً ولا في حكمه من المرئي في المرئي بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة الأندلس))انتهى
وأيضاً الجرجاني في شرحه على المواقف8/155 يقول:
(("إما مطلقاً كما مر"من أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلاً ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس)) انتهى وهذا الشرح مشهور متداول فهذا يبين قلة إطلاع الشيخ الإدلبي هداه الله.
وكذا صنع الكرماني في شرحه على البخاري -نقلاً عن الشيخ الخضير- صفحة (106) من الجزء الرابع والعشرين حيث يقول: "يجوز أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس ولا يرى ما حولها". وغيرهم.
وقد بين تهافت كلامهم هذا الشيخ الخميس في كتابه حوار مع أشعري ص104 وبين أن هذه الرؤية للأعمى ليست رؤية حقيقية معروفة عند الناس وذكر أن الأعمى لا بصر له أصلاً والمطلوب رؤية بصرية حقيقية وقد بين أن القوم اعترفوا بأن هذه الرؤية قلبية ونوعاً من العلم بالقلب ونقل هذا عنهم.
وأضيف أن من آفاتهم أنهم نفاة للأسباب فلا فرق عندهم في وجود العين وسلامتها وقوة نظرها أو وجود "تمرة" مكانها! بل العين وجودها كعدمها لكن المسألة مسألة "عادة" الخلق عندها! ولاحول ولا قوة إلا بالله.[/QUOTE]
وقد أنكروا استحالة أن يكون الله عز وجل فوق عرشه وينزل كيف يشاء لأن له صفات تليق به ليس كمثله شئ ولكن أثبتوا للولي صفات تليق به لا تليق بباقي المخلوقات فالولي أيضا ليس كمثله شئ !!! ............. (من المخلوقات)
سلبوا صفات الله سبحانه وهي بدليل شرعي
وأثبتوا صفاتا للولي بدون دليل شرعي .. ولا عقلي
يقول ابن عطاء الله السكندري: ((لو كشف عن حقيقة الولي لعبد ، لأن أوصافه من أوصافه، ونعوته من نعوته)). (لطائف المنن ، صفحة: 95)
وهم يعبدون أمواتهم فعلا !!! فهم يدعونهم كما يدعون الله تعالى !!!
لكن في الحقيقة فات ابن عطاء أن يقول : الله لا يجوز ان ينزل في الثلث الاخير من الليل ويجوز للولي الميت أن يكون في اكثر من مكان في نفس الوقت
[QUOTE=أبو معاوية البيروتي;1415948]
رسالة السيوطي الصوفي في جواز وجود الولي بعدّة أماكن في وقتٍ واحد،
بل ويزعم خادمه أن السيوطي خطا خطوات فانتقل من مصر إلى مكة !!
بل ويزعم خادمه أن السيوطي خطا خطوات فانتقل من مصر إلى مكة !!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .
أما بعد، قال ابن العماد ( ت 1089 هـ ) في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " ( 8 / 130 ) – في ترجمة عبد القادر الدشطوطي ( ت 924 هـ ) : ألف السيوطي بسببه تأليفاً في تطوّر الولي، ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرُفِع إليه سؤال في حكم المسئلة، قال : فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر وذكرت له القصة، فقال : لو قال أربعة أني بت عندهم لصدقوا ! قال السيوطي : فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطوّر الولي، وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء كابن السبكي والقونوي وابن أبي المنصور وعبد الغفار القوصي واليافعي رضي الله تعالى عنهم وعنه . اهـ .
وقال نجم الدين الغزي ( ت 1061 هـ ) في " الكواكب السائرة في تراجم أعيان المئة العاشرة " ( 1 / 229 ) : ذكر خادم الشيخ السيوطي محمد بن علي الحباك أن الشيخ قال له يوماً وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوشي بمصر بالقرافة: نريد أن نصلي العصر في مكة بشرط أن تكتم ذلك عليّ حتى أموت. قال: فقلت: نعم. قال: فأخذ بيدي، وقال: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فرمل في نحو سبع وعشرين خطوة، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بباب المعلى، فزرنا أمنا خديجة، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة وغيرهم، ودخلت الحرم، فطفنا وشربنا من ماء زمزم، وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر، وطفنا وشربنا من زمزم، ثم قال لي: يا فلان ليس العجب من طيئ الأرض لنا، وإنما العجب من كون أحد من أهل مصر المجاورين لم يعرفنا، ثم قال لي: إن شئت تمضي معي، وإن شئت تقم حتى يأتي الحاج. قال: فقلت: بل أذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلا، وقال لي: غمِّض عينيك، فغمّضتها، فهرول بي سبع خطوات، ثم قال لي: افتح عينيك، فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض، ثم ركب الشيخ حمارته، وذهبنا إلى بيته في جامع طولون . اهـ .
[/QUOTE]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق