رد: سؤال إلى الأخ ابو عمر الأثري
الاستاذ "كاتب" :-
نعم أحسنت أخي ... الكيف معلوم للخالق مجهول للمخلوق لان الله يعلم نفسه خلافا لما تردد فيه امامكم الفخر الرازي الاشعري وقبله السمرقندي الماتريدي!!
ثم سؤالك عن كوني اثبت الكيف للصفات ام لا و ادعائك تناقضا في كلامي يدل على انك اما لم تفهم الحوار او لا تضبط الكلام !!فانصحك بالابتعاد عن نقاش لا تفهم موضوعه !!! انا اثبت الكيف لكل ما له وجود حقيقي و الذي لا كيف له هو الذي لا حقيقة له في الخارج :-
الاستاذ "صوفي و افتخر 55" :-
قولك :-
كما لايخفاك أن اليد معانيها كما قال ابن الاعرابى ((اليد النعمة , واليد القوة , واليد القدرة , واليد الملك , واليد السلطان , واليد الطاعة , واليد الجماعة , واليد الاكل –تقول ضع يدك ......الخ
اقول لو فهمت معنى هذا الكلام الذي نقلته عن ابن الاعرابي لما سألت سؤالك بعدها:-
وأريدك فقط أن تملىء الفراغ يد الله معناها لغويا ..........
فلو فهمت ما نقلت لتأصل عندك الاصل الذي اتفق عليه العرب و سار عليه اهل السنة و خالفهم اهل البدعة وهو أن المعنى لا يؤخذ من اللفظ المجرد بل من خلال السياق ..........و بالتالي فاذا كنت تطلب مني ان اذكر لك معنى كما ذكر ابن الاعرابي فقولك املأ الفراغ جهل منك.....فعليك ان تورد "يد الله"في جملة
تامة لنعطيك المعنى الظاهر من خلال السياق ........فسؤالك قاصر و انظر الى فهم علمائك للفرق و اثباتهم ان اليد صفة ذاتية حقيقية موجودة كما هو مذهب الاشعري و كبار اصحابه كالباقلاني و ابن فورك ......و قد نقلنا لك نصوصا عن الاشعري و انظر ما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح (13/394) لتفرق بين معاني الآيات و لتعلم كيف تفهم القرآن
وقال بن فورك قيل اليد بمعنى الذات وهذا يستقيم في مثل قوله تعالى مما عملت أيدينا بخلاف قوله لما خلقت بيدي فإنه سيق للرد على إبليس فلو حمل على الذات لما اتجه الرد "
قولك :-
اقتباس
قال الآمدي :-[ ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى والأستاذ أبو اسحاق الاسفرايينى والسلف الى أن الرب تعالى متصف بالوجه , وأن الوجه صفة ثبوتية زائدة , على ماله من الصفات , متمسكين فى ذلك بقوله تعالى [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ] لا أنه بمعنى الجارحة ] ..
ثم يصرح فيقول :-
[ ومن المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة ] .
انتهى الاقتباس
أقول :-
انت بينت تناقضك و عدم فهمك لكلام الآمدي فقد بين ان ابا الحسن الاشعري اثبت الوجه كصفة حقيقية " لكنه استبعد ان تكون الصفة الحقيقية ليست بجارحة " و هذا الاستبعاد ناتج عن عدم فهم لفظ الجارحة و لذلك اختار معنى مجازيا فقال :- فلم يبق إلا جهة التجوز , وهو التعبرة بالوجه عن الذات، ومجموع الصفات
و إلا بين لي اين قال الآمدي ان مذهب ابي الحسن الأول هو اثبات معنى لا اثبات عين؟!! او انه ليس اثبات صفة حقيقية ؟!! الآمدي لم يعن هذا لكنه نازع في المعنى الحقيقي للفظ الوجه ولذا قال :" فلفظ "الوجه" في الآية لا دلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لا حقيقة ولا مجازا , فإنه لم يكن مفهوما لأهل اللغة حتى يقال: إنهم وضعوا لفظ الوجه بإزائه "فنقاشه تركز على المعنى الحقيقي للوجه
ثم ان لفظ الجارحة يراد به العضو المخلوق الذي يكتسب به و لذلك اطلقه الله على المخلوقات فقال تعالى "و ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله " فلفظ الجوارح يطلق على المخلوقات فلذلك استبعده الاشعري و هذا موافق لما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية
و لفهم مذهب ابي الحسن الاشعري و لنرى هل فهمك لكلام علمائك صحيح ام لا اجبني عن الاسئلة التالية :-
1- بين المذهب الثالث الذي حكاه ائمتكم ..........و بعبارة اخرى : اليس تأويل معنى اليد للقدرة يتضمن اثبات معنى فما الفرق بينه و بين هذا المذهب ؟!! طالما ان هذا المذهب هو اثبات معنى لا عين !!! و ما هو هذا المعنى !!! اذا قلت لا ادري فهذا مذهب التفويض و هو المذهب الثاني .....فيبقى السؤال واردا عليك ...
2- اسألك سؤالا هل وجود الله عندك هو اثبات وجود ذات حقيقية عندك ؟! ام وجود مجازي اليست الذوات الحقيقية التي نشاهدها اجسام ؟! فهل يقتضي اثبات وجود ذات حقيقية اثبات ان الله جسم بشري ؟!
فكذلك الايدي التي نشاهدها جوارح و لفظ الجارحة يطلق على المخلوق و لا يقتضي هذا نفي كون يد الله حقيقية
3-و قول الجويني في الارشاد ان علماءك اثبتوها و هو يختار التأويل فاذا كانوا اثبتوها مجازا و ليس حقيقة - كما تدعي - فلماذا اختار الجويني التأويل من الحقيقة الى المجاز ؟!! هل الجويني جاهل بالحقيقة و المجاز ؟!
4بين لي معنى قول السنوسي : لا يعلم كنهها ,اليس يدل على ان لها كيفية مجهولة
5- انتم تتخبطون في فهم معنى لفظ "الحقيقة " و "ثبوتية زائدة " و لذلك لنرى من يفهم كلام علماء الاشاعرة انا ام انت اجبني ايضا عما يلي :-
اين في كلام الايجي و السنوسي و الآمدي و الجويني اطلاق لفظ ثبوتية زائدة على الذات على الصفات غير الحقيقية ؟! اريد مثالا من كتبهم حسب نص السؤال
6- اين في كلامهم ان ابا الحسن اثبت هذه الصفات كمعان و ليس كصفات حقيقية ؟!ايضا الاجابة حسب نص السؤال
و أما ما نقلته عن ابن عثيمين و ابن تيمية فاعلم ثلاثة امور
1- سؤال : اين قال ابن عثيمين او ابن تيمية في معرض التقرير ان صفات الله اجزاء و ابعاض ؟؟! هم قالوا هذا في المخلوق اما في الخالق فلا تعرف كيفيتها لان هذه كيفية و ليس معنى فافهم .
2- التنزيه عند اهل السنة قائم بالاساس على نفي صفات النقص لا على نفي التجسيم
فالشيخ ابن عثيمين في كلامه في الصفات يقرر مسألة مهمة و غاية في الخطورة و هي ان التنزيه عند اهل السنة قائم اساسا على نفي صفات النقص و ليس فقط على نفي التمثيل ....لقوله تعالى " سبحان ربك رب العزة عما يصفون " فاهل السنة ينفون صفات النقص كالموت و العجز و المرض و الجوع .....و الا لو كان التنزيه قائما على نفي التجسيم فقط لامكن ان يقول القائل - و العياذ بالله - ان الرب يمرض ليس كمرض الاجسام او يجوع ليس كجوع الاجسام- و هذا باطل . و اما الاشاعرة فليس التنزيه عندهم قائما على نفي صفات النقص فقد قرر فيلسوفهم الاكبر الفخر الرازي في "نهاية العقول " (مخطوط لوحة 145\ب) انه ليس هناك دليل عقلي على نفي صفات النقص عن الله .......فنعوذ بالله من هذا الكلام و هذا بناءا على ان العقل عند الاشاعرة لا يحسن و لا يقبح
3- علماؤك كانوا اصرح و اجرأ في بيان ان لفظ جسم لفظ مجمل و لم يرد وان معناه ثابت لله ان اريد به اطلاق الصفة الذاتية او اثبات الذات الحقيقية و دونك كلام بعضهم :-
- أبو الحسن الأشعري
فقد ذكر ابو الحسن الأشعري في المقالات (2/ 235) اثني عشر مقالة من مقالات المتكلمين في تفسير معنى الجسم و ذكر ان منهم من عنى به القائم بنفسه أو الموجود .....و القيام بالنفس و الوجود من صفات الله عند الأشاعرة
2- الفخر الرازي
ذكر تعريفات الجوهر في المطالب العالية (3/116) و بعد أن ذكر من تعاريف الجوهر انه القائم بنفسه ...وهذه من صفاتالله عند الاشاعرة.....و منها انه الغني بذاته...قال :- "و الباري أولى من يسمى جوهرا بهذا الاعتبار "!!!
3- أبو جعفر السمناني
قال أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني الحنفي , من كبار علماء الأشاعرةذكر له الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (17|651) هذه المقولة :
"من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته , فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط".
4- الذي ذكره ابن تيمية ان نفي التجسيم ليس مقدمة بديهية هو الحق الذي دل عليه الكتاب و السنة و اجمع عليه العقلاء و لذلك فان النبي صلى الله عليه و سلم قال في ابطال ربوبية الدجال "انه أعور و ان ربكم ليس بأعور " و لم يقل : " إنه جسم و ان ربكم ليس بجسم " مع انه على قواعدكم كان ينبغي ان يذكر هذا اللفظ هنا .......و قد علمت الفرق بين نفي التجسيم و نفي صفات النقص عندكم !!
و قد اعترف ائمتك بكلام ابن تيمية و ان نفي التجسيم ليس مقدمة بدهية يعرفها العقلاء و لذلك لم يدع الرسول صلى الله عليه وسلم الخلق للايمان بها كما قال الغزالي (فيصل التفرقة ص 76) و كذا ابو الحسن الاشعري في رسالته الى اهل الثغر و قال العز بن عبد السلام في قواعد الاحكام1/202)
وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه بل الحق مع واحد منهم , والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه , ولا سيما قول معتقد الجهة فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقةعفا الله عنها في حق العامي ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لايلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لاانفكاك لهم عنه , وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون علىذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه , وأجرواعليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتواوتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين , ولولا أن الله قدسامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمينبإجماع المسلمين , ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهمفهو كافرلأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهملا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولايخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه
5- و سؤال ينهي النقاش : هلل خلافك مع من يثبت لفظ جسم لفظي ام معنوي
و مسألة التكييف قد ذكرت لك الكلام فيها باختصار و حتى لو كان الثابت عندك هو بلفظ "غير معقول" فهو بمعنى لا يدرك بالعقل و لم يقولوا :الكيف معدوم او لا كيف له وهو اثبات له فالأثر عن ام سلمة و ربيعة و مالك حجة عليك ........و قد نقله بعض علمائك -منهم الباجوري- في شرح الجوهرة بلفظ كو الكيف مجهول ....و هذا الفهم منك يرده قول الامام مالك : الاستواء معلوم فاذا كان هذا الاستواء ليس حقيقيا وليس له كيفية فكيف يكون معلوما يجب الايمان به !!! ايقول هذا عربي ؟!!
لا زلت تهرب من التحدي فالنقولات التي نقلتها عن السلف اعرفها و قد سبقتك بتفسيرها فقلت سابقا :
و اما قولهم امروها كما جاءت بلا كيف ....فيفسره قولهم : بلا تكييف و قولهم "بلا تكييف" عائد على الامرار كما يفهمه كل عربي اي اثبتوا الصفة و لا تقولوا انها بكيفية كذا و كذا .....فافهم يا عربي و دعك من المكابرة ....
ولذا فاريد نقلا عن السلف بلفظ الاستواء لا كيف له او النزول لا كيف له ..........و اما قولهم ينزل بلا كيف اي لا تقل كيف
بدليل نقولات كثيرة عن السلف منها :
ما رواه ابن بطة في الابانه و غيره : برقم 2554
وحدثني أبو القاسم ، قال : ثنا أبو حاتم ، قال : ثنا سليمان بن حرب ، قال : سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال : يا أبا إسماعيل ، الحديث الذي جاء « ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا » قال : حق كل ذلك كيف شاء الله
و كذا ما رواه البيهقي في الاسماء و الصفات عن ابن المبارك برقم 908:-
- قال أبو سليمان : وقد روينا عن عبد الله بن المبارك أن رجلا قال له ، كيف ينزل ؟ فقال له بالفارسية : ( كدخدائ كارخويش كن ) ينزل كما يشاء . أخبرنا أبو عثمان ، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل ، ثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي ، ثنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن محبوب ، ثنا أحمد بن حيويه ، حدثنا أبو عبد الرحمن العتكي ، ثنا محمد بن سلام ، قال : سألت عبد الله بن المبارك . فذكر حكاية قال فيها : فقال الرجل يا أبا عبد الرحمن ، كيف ينزل ؟ فقال عبد الله بن المبارك : « كدخاي كارخويش كن » ينزل كيف يشاء قال أبو سليمان رحمه الله :
ثم اسالك سؤالا مفحما يبين عدم فهمك لنصوص السلف :-
هل كان الجهمية الذين رد عليهم السلف و امروا باثبات النزول يثبتون حقائق هذه الصفات اي الاستواء و النزول ام لا ؟!! فلماذا رد عليهم السلف اذا و امروا باثبات الصفات ؟!!!!!! هل كان السلف "دراويش صوفية " لا يعرفون مذهب من يردون عليه ؟!!!...........
و قد صح عن إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : إذا قال لك الجهمي : أنا أكفر برب يزول عن مكانه ، فقل أنت : أنا لا ، أكفر برب يفعل ما يشاء
فافهم عزيزي - هداني الله و اياك - مذهب السلف و مذهب الجهمية يتضح لك الفرق
ابو عمر الاثري
نعم أحسنت أخي ... الكيف معلوم للخالق مجهول للمخلوق لان الله يعلم نفسه خلافا لما تردد فيه امامكم الفخر الرازي الاشعري وقبله السمرقندي الماتريدي!!
ثم سؤالك عن كوني اثبت الكيف للصفات ام لا و ادعائك تناقضا في كلامي يدل على انك اما لم تفهم الحوار او لا تضبط الكلام !!فانصحك بالابتعاد عن نقاش لا تفهم موضوعه !!! انا اثبت الكيف لكل ما له وجود حقيقي و الذي لا كيف له هو الذي لا حقيقة له في الخارج :-
الاستاذ "صوفي و افتخر 55" :-
قولك :-
كما لايخفاك أن اليد معانيها كما قال ابن الاعرابى ((اليد النعمة , واليد القوة , واليد القدرة , واليد الملك , واليد السلطان , واليد الطاعة , واليد الجماعة , واليد الاكل –تقول ضع يدك ......الخ
اقول لو فهمت معنى هذا الكلام الذي نقلته عن ابن الاعرابي لما سألت سؤالك بعدها:-
وأريدك فقط أن تملىء الفراغ يد الله معناها لغويا ..........
فلو فهمت ما نقلت لتأصل عندك الاصل الذي اتفق عليه العرب و سار عليه اهل السنة و خالفهم اهل البدعة وهو أن المعنى لا يؤخذ من اللفظ المجرد بل من خلال السياق ..........و بالتالي فاذا كنت تطلب مني ان اذكر لك معنى كما ذكر ابن الاعرابي فقولك املأ الفراغ جهل منك.....فعليك ان تورد "يد الله"في جملة
تامة لنعطيك المعنى الظاهر من خلال السياق ........فسؤالك قاصر و انظر الى فهم علمائك للفرق و اثباتهم ان اليد صفة ذاتية حقيقية موجودة كما هو مذهب الاشعري و كبار اصحابه كالباقلاني و ابن فورك ......و قد نقلنا لك نصوصا عن الاشعري و انظر ما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح (13/394) لتفرق بين معاني الآيات و لتعلم كيف تفهم القرآن
وقال بن فورك قيل اليد بمعنى الذات وهذا يستقيم في مثل قوله تعالى مما عملت أيدينا بخلاف قوله لما خلقت بيدي فإنه سيق للرد على إبليس فلو حمل على الذات لما اتجه الرد "
قولك :-
اقتباس
قال الآمدي :-[ ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى والأستاذ أبو اسحاق الاسفرايينى والسلف الى أن الرب تعالى متصف بالوجه , وأن الوجه صفة ثبوتية زائدة , على ماله من الصفات , متمسكين فى ذلك بقوله تعالى [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ] لا أنه بمعنى الجارحة ] ..
ثم يصرح فيقول :-
[ ومن المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة ] .
انتهى الاقتباس
أقول :-
انت بينت تناقضك و عدم فهمك لكلام الآمدي فقد بين ان ابا الحسن الاشعري اثبت الوجه كصفة حقيقية " لكنه استبعد ان تكون الصفة الحقيقية ليست بجارحة " و هذا الاستبعاد ناتج عن عدم فهم لفظ الجارحة و لذلك اختار معنى مجازيا فقال :- فلم يبق إلا جهة التجوز , وهو التعبرة بالوجه عن الذات، ومجموع الصفات
و إلا بين لي اين قال الآمدي ان مذهب ابي الحسن الأول هو اثبات معنى لا اثبات عين؟!! او انه ليس اثبات صفة حقيقية ؟!! الآمدي لم يعن هذا لكنه نازع في المعنى الحقيقي للفظ الوجه ولذا قال :" فلفظ "الوجه" في الآية لا دلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لا حقيقة ولا مجازا , فإنه لم يكن مفهوما لأهل اللغة حتى يقال: إنهم وضعوا لفظ الوجه بإزائه "فنقاشه تركز على المعنى الحقيقي للوجه
ثم ان لفظ الجارحة يراد به العضو المخلوق الذي يكتسب به و لذلك اطلقه الله على المخلوقات فقال تعالى "و ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله " فلفظ الجوارح يطلق على المخلوقات فلذلك استبعده الاشعري و هذا موافق لما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية
و لفهم مذهب ابي الحسن الاشعري و لنرى هل فهمك لكلام علمائك صحيح ام لا اجبني عن الاسئلة التالية :-
1- بين المذهب الثالث الذي حكاه ائمتكم ..........و بعبارة اخرى : اليس تأويل معنى اليد للقدرة يتضمن اثبات معنى فما الفرق بينه و بين هذا المذهب ؟!! طالما ان هذا المذهب هو اثبات معنى لا عين !!! و ما هو هذا المعنى !!! اذا قلت لا ادري فهذا مذهب التفويض و هو المذهب الثاني .....فيبقى السؤال واردا عليك ...
2- اسألك سؤالا هل وجود الله عندك هو اثبات وجود ذات حقيقية عندك ؟! ام وجود مجازي اليست الذوات الحقيقية التي نشاهدها اجسام ؟! فهل يقتضي اثبات وجود ذات حقيقية اثبات ان الله جسم بشري ؟!
فكذلك الايدي التي نشاهدها جوارح و لفظ الجارحة يطلق على المخلوق و لا يقتضي هذا نفي كون يد الله حقيقية
3-و قول الجويني في الارشاد ان علماءك اثبتوها و هو يختار التأويل فاذا كانوا اثبتوها مجازا و ليس حقيقة - كما تدعي - فلماذا اختار الجويني التأويل من الحقيقة الى المجاز ؟!! هل الجويني جاهل بالحقيقة و المجاز ؟!
4بين لي معنى قول السنوسي : لا يعلم كنهها ,اليس يدل على ان لها كيفية مجهولة
5- انتم تتخبطون في فهم معنى لفظ "الحقيقة " و "ثبوتية زائدة " و لذلك لنرى من يفهم كلام علماء الاشاعرة انا ام انت اجبني ايضا عما يلي :-
اين في كلام الايجي و السنوسي و الآمدي و الجويني اطلاق لفظ ثبوتية زائدة على الذات على الصفات غير الحقيقية ؟! اريد مثالا من كتبهم حسب نص السؤال
6- اين في كلامهم ان ابا الحسن اثبت هذه الصفات كمعان و ليس كصفات حقيقية ؟!ايضا الاجابة حسب نص السؤال
و أما ما نقلته عن ابن عثيمين و ابن تيمية فاعلم ثلاثة امور
1- سؤال : اين قال ابن عثيمين او ابن تيمية في معرض التقرير ان صفات الله اجزاء و ابعاض ؟؟! هم قالوا هذا في المخلوق اما في الخالق فلا تعرف كيفيتها لان هذه كيفية و ليس معنى فافهم .
2- التنزيه عند اهل السنة قائم بالاساس على نفي صفات النقص لا على نفي التجسيم
فالشيخ ابن عثيمين في كلامه في الصفات يقرر مسألة مهمة و غاية في الخطورة و هي ان التنزيه عند اهل السنة قائم اساسا على نفي صفات النقص و ليس فقط على نفي التمثيل ....لقوله تعالى " سبحان ربك رب العزة عما يصفون " فاهل السنة ينفون صفات النقص كالموت و العجز و المرض و الجوع .....و الا لو كان التنزيه قائما على نفي التجسيم فقط لامكن ان يقول القائل - و العياذ بالله - ان الرب يمرض ليس كمرض الاجسام او يجوع ليس كجوع الاجسام- و هذا باطل . و اما الاشاعرة فليس التنزيه عندهم قائما على نفي صفات النقص فقد قرر فيلسوفهم الاكبر الفخر الرازي في "نهاية العقول " (مخطوط لوحة 145\ب) انه ليس هناك دليل عقلي على نفي صفات النقص عن الله .......فنعوذ بالله من هذا الكلام و هذا بناءا على ان العقل عند الاشاعرة لا يحسن و لا يقبح
3- علماؤك كانوا اصرح و اجرأ في بيان ان لفظ جسم لفظ مجمل و لم يرد وان معناه ثابت لله ان اريد به اطلاق الصفة الذاتية او اثبات الذات الحقيقية و دونك كلام بعضهم :-
- أبو الحسن الأشعري
فقد ذكر ابو الحسن الأشعري في المقالات (2/ 235) اثني عشر مقالة من مقالات المتكلمين في تفسير معنى الجسم و ذكر ان منهم من عنى به القائم بنفسه أو الموجود .....و القيام بالنفس و الوجود من صفات الله عند الأشاعرة
2- الفخر الرازي
ذكر تعريفات الجوهر في المطالب العالية (3/116) و بعد أن ذكر من تعاريف الجوهر انه القائم بنفسه ...وهذه من صفاتالله عند الاشاعرة.....و منها انه الغني بذاته...قال :- "و الباري أولى من يسمى جوهرا بهذا الاعتبار "!!!
3- أبو جعفر السمناني
قال أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني الحنفي , من كبار علماء الأشاعرةذكر له الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء (17|651) هذه المقولة :
"من سمى الله جسما من أجل أنه حامل لصفاته في ذاته , فقد أصاب المعنى وأخطأ في التسمية فقط".
4- الذي ذكره ابن تيمية ان نفي التجسيم ليس مقدمة بديهية هو الحق الذي دل عليه الكتاب و السنة و اجمع عليه العقلاء و لذلك فان النبي صلى الله عليه و سلم قال في ابطال ربوبية الدجال "انه أعور و ان ربكم ليس بأعور " و لم يقل : " إنه جسم و ان ربكم ليس بجسم " مع انه على قواعدكم كان ينبغي ان يذكر هذا اللفظ هنا .......و قد علمت الفرق بين نفي التجسيم و نفي صفات النقص عندكم !!
و قد اعترف ائمتك بكلام ابن تيمية و ان نفي التجسيم ليس مقدمة بدهية يعرفها العقلاء و لذلك لم يدع الرسول صلى الله عليه وسلم الخلق للايمان بها كما قال الغزالي (فيصل التفرقة ص 76) و كذا ابو الحسن الاشعري في رسالته الى اهل الثغر و قال العز بن عبد السلام في قواعد الاحكام1/202)
وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه بل الحق مع واحد منهم , والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه لمشقة الخروج منه والانفكاك عنه , ولا سيما قول معتقد الجهة فإن اعتقاد موجود ليس بمتحرك ولا ساكن ولا منفصل عن العالم ولا متصل به , ولا داخل فيه ولا خارج عنه لا يهتدي إليه أحد بأصل الخلقة في العادة , ولا يهتدي إليه أحد إلا بعد الوقوف على أدلة صعبة المدرك عسرة الفهم فلأجل هذه المشقةعفا الله عنها في حق العامي ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لايلزم أحدا ممن أسلم على البحث عن ذلك بل كان يقرهم على ما يعلم أنه لاانفكاك لهم عنه , وما زال الخلفاء الراشدون والعلماء المهتدون يقرون علىذلك مع علمهم بأن العامة لم يقفوا على الحق فيه ولم يهتدوا إليه , وأجرواعليهم أحكام الإسلام من جواز المناكحات والتوارث والصلاة عليهم إذا ماتواوتغسيلهم وتكفينهم وحملهم ودفنهم في مقابر المسلمين , ولولا أن الله قدسامحهم بذلك وعفا عنه لعسر الانفصال منه ولما أجريت عليهم أحكام المسلمينبإجماع المسلمين , ومن زعم أن الإله يحل في شيء من أجساد الناس أو غيرهمفهو كافرلأن الشرع إنما عفا عن المجسمة لغلبة التجسم على الناس فإنهملا يفهمون موجودا في غير جهة بخلاف الحلول فإنه لا يعم الابتلاء به ولايخطر على قلب عاقل ولا يعفى عنه
5- و سؤال ينهي النقاش : هلل خلافك مع من يثبت لفظ جسم لفظي ام معنوي
و مسألة التكييف قد ذكرت لك الكلام فيها باختصار و حتى لو كان الثابت عندك هو بلفظ "غير معقول" فهو بمعنى لا يدرك بالعقل و لم يقولوا :الكيف معدوم او لا كيف له وهو اثبات له فالأثر عن ام سلمة و ربيعة و مالك حجة عليك ........و قد نقله بعض علمائك -منهم الباجوري- في شرح الجوهرة بلفظ كو الكيف مجهول ....و هذا الفهم منك يرده قول الامام مالك : الاستواء معلوم فاذا كان هذا الاستواء ليس حقيقيا وليس له كيفية فكيف يكون معلوما يجب الايمان به !!! ايقول هذا عربي ؟!!
لا زلت تهرب من التحدي فالنقولات التي نقلتها عن السلف اعرفها و قد سبقتك بتفسيرها فقلت سابقا :
و اما قولهم امروها كما جاءت بلا كيف ....فيفسره قولهم : بلا تكييف و قولهم "بلا تكييف" عائد على الامرار كما يفهمه كل عربي اي اثبتوا الصفة و لا تقولوا انها بكيفية كذا و كذا .....فافهم يا عربي و دعك من المكابرة ....
ولذا فاريد نقلا عن السلف بلفظ الاستواء لا كيف له او النزول لا كيف له ..........و اما قولهم ينزل بلا كيف اي لا تقل كيف
بدليل نقولات كثيرة عن السلف منها :
ما رواه ابن بطة في الابانه و غيره : برقم 2554
وحدثني أبو القاسم ، قال : ثنا أبو حاتم ، قال : ثنا سليمان بن حرب ، قال : سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال : يا أبا إسماعيل ، الحديث الذي جاء « ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا » قال : حق كل ذلك كيف شاء الله
و كذا ما رواه البيهقي في الاسماء و الصفات عن ابن المبارك برقم 908:-
- قال أبو سليمان : وقد روينا عن عبد الله بن المبارك أن رجلا قال له ، كيف ينزل ؟ فقال له بالفارسية : ( كدخدائ كارخويش كن ) ينزل كما يشاء . أخبرنا أبو عثمان ، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل ، ثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي ، ثنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن محبوب ، ثنا أحمد بن حيويه ، حدثنا أبو عبد الرحمن العتكي ، ثنا محمد بن سلام ، قال : سألت عبد الله بن المبارك . فذكر حكاية قال فيها : فقال الرجل يا أبا عبد الرحمن ، كيف ينزل ؟ فقال عبد الله بن المبارك : « كدخاي كارخويش كن » ينزل كيف يشاء قال أبو سليمان رحمه الله :
ثم اسالك سؤالا مفحما يبين عدم فهمك لنصوص السلف :-
هل كان الجهمية الذين رد عليهم السلف و امروا باثبات النزول يثبتون حقائق هذه الصفات اي الاستواء و النزول ام لا ؟!! فلماذا رد عليهم السلف اذا و امروا باثبات الصفات ؟!!!!!! هل كان السلف "دراويش صوفية " لا يعرفون مذهب من يردون عليه ؟!!!...........
و قد صح عن إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : إذا قال لك الجهمي : أنا أكفر برب يزول عن مكانه ، فقل أنت : أنا لا ، أكفر برب يفعل ما يشاء
فافهم عزيزي - هداني الله و اياك - مذهب السلف و مذهب الجهمية يتضح لك الفرق
ابو عمر الاثري
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق