بسم الله
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
من صيغ التشهد:
1- تشهد ابن مسعود قال: «علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد [و] كفي بين كفيه, كما يعلمني السورة من القرآن0
التحيات لله, والصلوات(6) والطيبات(7), السلام(8) عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته(9), السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, [فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض] أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [ وهو بين ظهرانيا, فلما قُبِض قلنا: السلام على النبي]«(10) 0
--------------
(10): قلت: وقول ابن مسعود «قلنا: السلام على النبي« يعني أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون: «السلام عليك أيها النبي« في التشهد والنبي صلى الله عليه وسلم حي, فلما مات عدلوا عن عن ذلك وقالوا: «السلام على النبي«0 ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم, ويؤيده أن عائشة
رضي الله عنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة «السلام على النبي« رواه السراج في «مسنده«(ج9/ 1/ 2) والمخلص في «الفوائد«(ج11/ 54/ 1) بسندين صحيحين عنها0 قال الحافظ رحمه الله رحمه الله تعالى: «هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: «السلام عليك أيها النبي« بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تركوا الخطاب وذكروه بلفظ الغيبة, فصاروا يقولون: «السلام على النبي«0
وقال في موضع آخر: «قال السبكي في «شرح المنهاج« بعد أن ذكره هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده: «إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير واجب فيقال: «السلام على النبي«, قلت: قد صح بلا ريب (يعني لثبوت ذلك في «صحيح البخاري«), وقد وجدت له متابعا قويا, قال عبد الرزاق: أخبرني ابن جريج: أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: «السلام عليك أيها النبي« فلما مات قالوا: «السلام على النبي« وهذا إسناد صحيح, وأما ما روى سعيد بن منصور من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد فذكره0 قال: فقال ابن عباس: إنما كنا نقول: السلام عليك أيها النبي إذا كان حيا, فقال ابن مسعود: هكذا علمنا, وهكذا نعلم, فظاهر ان ابن عباس قاله بحثا, وأن ابن مسعود لم يرجع إليه, لكن رواية أبي معمر أصح؛ (يعني رواية البخاري) لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه, والإسناد إليه مع ذلك ضعيف«0
وقد نقل كلام الحافظ هذا جماعة من العلماء المحققين أمثال القسطلاني والزرقاني واللكنوي وغيرهم, فارتضوه ولم يتعقبوه بشيء, وللبحث مع ذلك تتمة ذكرتها في الأصل0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق