بسم الله
فقط من باب وداوهم بالتي كانت هي الداء و طعنهم بسلاحهم لمجرد الزامهم!
يشنع الاشاعرة على اهل السنة في صفة الهرولة أو التردد ولست هنا معتقدا أو نافيا لهاتين الصفتين فلم ادرسهما. لكن المهم هنا هو استخدام الامكان العقلي أو مفارقة الواقع وهو أن نقول:
أنتم تجيزون الرؤية كما في التالي:
قال في المواقف:
"................المسلك الثاني هو العقل
والعمدة مسلك الوجود وهو طريقة الشيخ والقاضي وأكثر أئمتنا
وتحريره أنا نرى الأعراض كالألوان والأضواء وغيرها وهذا ظاهر .
ونرى الجوهر لأنا نرى الطول والعرض ..
فقد ثبت أن صحة الرؤية مشتركة بين الجوهر والعرض
وهذه الصحة لها علة لتحققها عند الوجود وانتفائها عند العدم
ولولا تحقق أمر حال الوجود غير متحقق حال العدم لكان ذلك ترجيحا بلا مرجح
وهذه العلة لا بد أن تكون مشتركة بين الجوهر والعرض
وإلا لزم تعليل الأمر الواحد بالعلل المختلفة
وهو غير جائز ................." انتهى كلامه من الشاملة.
فالله موجود إذن فهو مرئي.. هذا هو تعليلهم للرؤية ..وما هو مرئي- واقعا أو إمكانا- موجود..وما لا يقبل الرؤية معدوم..!!
لقد سبق الأشاعرة القس الإرلندي "باركلي" الذي أصل مبدأه المعروف: "وجود الشيء رهين بإدراكه"...وجل الفلاسفة عرف عنهم التبرؤ من هذا المبدأ الخطير- مع الاعتراف بأنه لا يمكن دحضه مثل أخواته من شبهات السفسطائين التي بقيت عبر التاريخ من غير دحض، ولكن أعرضوا عنها مخافة الخراب-فمبدأ باركلي يفضي رغم كل شيء إلى مذهب الذات الواحدة..وإنكار العالم الخارجي أن يكون مستقلا في الوجود ..بل هو أحاسيسي وتمثلاتي أي إدراكاتي فقط...
هذا المذهب على سخافته متوسط بالمقارنة مع التطرف الأشعري..فإذا كان باركلي يتكلم عن الإدراك فهو يعممه على سائر الحواس..أما الأشاعرة فقد أرجعوا كل موجود إلى حاسة واحدة ..
فعند باركلي يكفيه أن يقال :هذا الصوت مسموع-يسمعه باركلي- إذن فهو موجود ..
أما الأشاعرة فلا يكفيهم ذلك بل يقولون:هذا صوت مسموع وهو موجود بشرط أن يكون مرئيا أو قابلا للرؤية..فيكون الصوت المسموع الموجود مرئيا بالضرورة..
مذهب باركلي سفسطة بسيطة، ومذهب الأشاعرة سفسطة مركبة!!
بل إن الكوجيتو المشهور عن ديكارت انتقد عليه فقد قيل إن استنباط أنه موجود من كونه يفكر ليس له مسوغ منطقي..مع العلم أن فعل التفكير أعم من فعل الرؤية عند الأشعري..
قال في المواقف بعد الكلام السابق:
".............واعلم أن هذا يوجب أن يصح رؤية كل موجود كالأصوات والروائح والملموسات والطعوم ..
والشيخ يلتزمه ويقول لا يلزم من صحة الرؤية تحقق الرؤية له
وإنما لا نرى لجريان العادة من الله بذلك .. ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها
والخصم يشدد عليه النكير .. وما هو إلا استبعاد
والحقائق لا تؤخذ من العادات...."
وهو تعليل بارد بلاشك...يستروح فيه الاشعري إلى مجرد الإمكان العقلي..وقوله "ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها " يرد بقول مثله...فلمن يفترض وقوع المحال –مثلا -أن يحتج على طريقة الاشعري أنه لا يمتنع أن يخلق الله فينا عقولا غير هذه بمقاييس غير المقاييس ...
إن التذرع بإمكان فعل الله تذرع للجميع وليس للأشعري خاصة!!
قد تقول وما الذي أوقع الأشاعرة في هذه الورطة؟
نقول:منهجهم في القطعيات والظنيات أرداهم!
كان من المتعين على الأشعري أن ينهي الجدال مع المعتزلة في مسألة" الرؤية"عند حدود النص ..لكنه أبى إلا أن يقحم فيها العقل باعتبار العقل صاحب قطعيات وليست النصوص كذلك...فانفصل عن تشنيع ووقع في تشنيعات..ورثّها أتباعه إلى اليوم!!
فنقول صفات الله ليس فيها الا الاسم في الاشتراك مع صفات المخلوقين.
فلا يوجد اي محذور طالما نفينا التشبيه .
فيمكن طالما أن ذات الله مخالفة لذات المخلوقين !
فلما لا يمكن مع نفي التشبيه ؟!!!
فيمكن طالما أن ذات الله مخالفة لذات المخلوقين !
فلما لا يمكن مع نفي التشبيه ؟!!!
و مسألة الجوهر و العرض شئ يخص المخلوقات و ات الله لا تشبهها ذات ولا يستطيع فهم كنهها مخلوق فلذلك كل قوانينكم لتفصيل رب لكم لا تنفع.
نقول كما قال تعالى:
ءأنتم أعلم أم الله ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق