بسم الله
لقد وجدت هذا الموضوع في أحد المنتديات. احتفظت به هنا للنظر فيه لاحقا. وليس للنشر.
خواطر حول أثر ابن عمر في الخوارج
خواطرحول دلالةأثر ابن عمر( إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في المشركين فجعلوها على المؤمنين)
من النادر جدا أن تصغي إلى ناقد لدعوة أهل السنة والجماعة المباركة
إلى تجريد التوحيد لله , وتجريد المتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم
أو تقرأ له إلا وجدته يشهر في وجهها هذا الأثر حتى إنني (ويا للعجب) سمعته من فم من يكرهون ابن عمر وغيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأقول وبالله التوفيق :إن هذا الأثر إما أن يكون (مرفوعا) أو (عاما) في جميع ما أنزل الله) ودلت آثار وأحاديث صحيحة على اطراده
وقصور الإستدلال من كتاب الله بل من سنة نبيه أيضا على مالم يكن نازلا في تناول أحوال (المشركين ومن في حكمهم من سائر الكفار)
أو أنه ( أثر في آيات خاصة مذكورة ) دون بقية الآيات , فنظرنا في معناه ودلا لته فوجدناه
وإليكم تلك الخواطر مقطوفة من كتابي( الشهب المبيره على فرى وأباطيل شريط ليره) مقالة ابن عمر
أما قول ابن عمر(إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين) فنعم لكن ما هي تلك الآيات؟ بينها لنا وإذا لم تبينها فأنت مفتر على ابن عمر بقولك: إنه عنى بها الآيات التى فيها تكفيرهم بدعائهم غير الله وذبحهم لغير ه وباسمه وجعلهم بعض ما رزقهم الله للأصنام وبعضه لله ونذرهم لغيره سبحانه وجعلهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام حين ظننت أن أهل السنة ينسحب عليهم قول ابن عمر المذكور لقولهم بأن ذلك الكفر و غيره من كفر النسيئة والإستقسام بالأزلام وغيره من فعله كما فعله أولئك المشركون فالأصل أن يكون حكمه حكمهم إلا لعذر سائغ يعرض له, ثم إنكم تقولون (الآيات )وابن عمر يقول (آيات) فلو كانت كل آية نزلت في المشركين أو تناولت شركهم لا يستدل بها على غيرهم لخرجنا بحكمين:(1)أن كل الآيات النازلة فى المشركين خاصة بهم فلاوجه لتنكير ابن عمر لها إذا
(2)أن كل حكم نزل لسبب اختص به ذلك السبب وقصر عليه(مالم يدل دليل آخر على خلافه)
فعلمنا من تنكير ابن عمر للآيات المشار إليها بوضوح أن بقية الآيات يجوز تنزيل أحكامها وإطلاقها عنده وعند غيره على غير الكفار, فالعبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب, وبقي أن ننظر ونستقرئ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفهم سلف الأمة إذ لم نجد تلك الآيات التي عناها ابن عمر رضي الله عنهما فأقول وبالله أستعين: (1)من المعلوم المجزوم به أن كتاب الله نزل لجميع الإنس والجن ولجميع العصور فلا يجوز تخصيص عامه بلا دليل ولا تقييد مطلقه بغير حجة وبرهان,
(2)أن الله سبحانه وتعالى إذا شنع على الكافرين كفرهم كان ذلك تحذيرا للمسلمين من الوقوع فيه إذ قصص القرآن للعبرة والعظة لا للسمر والسلوان والآيات القرآنية تؤكد ذلك,
ومن أمثلته أنه أمرنا أن نوحده بالدعاء في مقابل إشراك المشركين به في سعتهم ,وأمرنا أن نخلص له السجود فى مقابل إشراك المشركين به فيه. وأمرنا أن نخلص له الذبح وقرنه لنا بالصلاة وقال لنا سبحانه{لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} وأمرنا أن نذكر اسم الله عليها في مقابل ذكرهم غيره عليها ونهانا عن الإستقسام بالأزلام وأبدلنا به رسوله صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة ودعاءها ونهانا عن التشبه بهم في كل عبادة نعبده بها في كتابه وعلى لسان رسوله لى الله عليه وسلم فلو كانت شركياتهم قاصرة فى الأفعال لكانت قاصرة فى الاعتقادات والأقوال أيضا ولكانت كل كفرياتهم من تنقص لله وشتم لنبيه صلى الله عليه وسلم كذلك أما أن يخبر الله بأن تنقصهم لله ولرسوله لى الله عليه وسلم كفر وبأن عبادة غيره شرك وكفر وترضون بأن ما كان من نوع التلفظ بالسب والشتم واعتقاد الشريك من أنواع كفرهم يتعداهم إذا قام بمسلم والنوع الآخر لا يتعداهم إذاقام به مع أن الله سماه عدلا به فقال ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وسماه شركا فقال {قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا} وقال: {قل إن صلاتى ونسكي ومحياي و مماتى لله رب العالمين لاشريك له}0 فتحكم وجهل قبيح بالشرع لا أدرى أتسول لكم أنفسكم نسبته إلى ابن عمر أم لا وكذلك الفروع فقد ذم الله تعاطى المشركين للربى وعابه عليهم وحرمه علينا وأحل لنا البيع وذمهم بأنهم يدعون الأيتام ويأكلون التراث أكلا لما وذمهم بالسفاح وغير ذلك من فروع شركهم التي ذمها وحرمها علينا وفى مقابل ذلك ذكر أنهم يخلصون له الدعاء في الشدة ويشركون به إذا نجاهم إلى البر وأوجب علينا دعاءه فى كل أحوالنا- وقال فى شأنهم { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين } وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة حينما قالت له: يا رسول الله .ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه0 قال: {لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين} ومصداق ذلك قوله تعالى :إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما, فكيف يظن بابن عمر أن كفر الكافر عنده قاصر عليه كلونه وأن ما يقوم به من خصال الخير المحض وإن فقد الكافر شرط الانتفاع بها لكفره شر لازم له لا يوصف به المسلم إذا هو اتصف به وأن إسلام المسلم كجنسه ولونه لا يخرج منه بحال مهما تشبه بالكفار في أصول دينهم كما هو هنا وإني لأعلم أن صاحب الشريط لا علم لديه لا من قريب ولا من بعيد بأصول أهل السنة ولا بأصول أهل البدعة ولكنه كما قيل :جاء شقيق عارضا رمحه*إن بني عمك فيهم رماح
وإلا لم يقع في هذا الخبط والخلط والتدليس بل الكذب البواح الصراح هو وشيخه الذي يقرأ كتابه , إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة* وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم ) وأسأل الله أن لا يجعل للهوى حظا في أعمالنا وقلوبنا وأقوالنا وأن يأخذ بأيدينا إلى ما يرضيه تعالى ,أما مراد ابن عمر بالقول الآنف الذكر فانظر إلى استدلال الخوا رج والمعتزلة (شيوخ الأشاعرة)بالخلود المعني به خلود الكفار لا خلود المؤمنين العصاة على خلود أهل الكبائر فى النار مثل الكفار يتضح لك معناه أخي القارئ الكريم (كقوله تعالى} لا يصلها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى{ .وقوله تعالى }بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون { وقوله } إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار{ وقوله تعالى }والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) وقوله تعالى( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا{ وغيرها من آيات احتج بها الخوارج على خلود أهل الكبائر من المسلمين في النار بعد حكمهم بكفرهم ,ونفوا عنهم شفاعته صلى الله عليه وسلم هم والمعتزلة إلا أن مرتكب الكبيرة عند المعتزلة في المنزلة بين المنزلتين فى الدنيا وفى الآخرة كافر خالد في نار جهنم, ومنشأ ضلال كلا الفريقين أخذهما بنصوص الوعيد دون الوعد على عادة أهل الأهواء جميعا في عدم الجمع والتوفيق بين النصوص لفهمها ومنهم أصحاب صاحب الشريط وشيخه( الأشاعرة) الذين نفوا عن الله ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله اكتفاء بقوله تعالى {ليس كمثله شئ} وتغاضوا عن قوله {وهو السميع البصير}المقرر للإثبات وعن النصوص التى أثبت فيها لنفسه الصفات في آيات أخرى ففاز بذلك أهل السنة والجماعة على وجه ليس فيه تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل فيكون هؤلاء المتصوفة المتمشعرة هم الأقرب إلى الخوارج لا جتماعهم معهم فى بتر بعض النصوص عن بعض وضرب بعضها ببعض لا أهل السنة والحمد لله,ومما يزيد ذلك توضيحا وتفصيلا ما جاء في صحيح مسلم(باب أدنى أهل الجنة منزلة)من حديث جابر رضي الله عنه 0قال مسلم حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا الفضل بن دكين حدثنا أبو عاصم يعنى محمد بن أبى أيوب قال : حدثنى يزيد بن الفقير قال : كنت شغفنى رأي من رأي الخوارج فخرجنا فى عصابة ذوى عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم - جالس إلى سارية .عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإذا هو ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله لى الله عليه وسلم ما هذا الذي تحدثون به والله يقول إنك من تدخل النار فقد أخزيته وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها قال فقال أتقرأ القرآن قال نعم قال فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام يعنى الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج قال ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه.. الحديث0ورواه أبو عوانة فى مستخرجه(باب أن أول من يستشفع إلى الأنبياء وإلى محمد صلوات الله عليهم أجمعين هم المؤمنون ليريحهم الله من مقامهم وأن الشفاعة لأهل النار بعد فراغ الرب من القضاء) وقال البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن الصغار ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا عاصم بن علي ثنا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة حتى أتيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها في خلود أهل النار فقال لي يا طلق أنت أعلم بكتاب الله منى وأعلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم منى إن الذي قرأت لهم أهلها ولكن هؤلاء أصابوا ذنوبا فعذبوا ثم أخرجوا منها ونحن نقرأ كما قرأت (قال البيهقي _ وشاهده عن جابر قد مضى فى هذا الجزء)
فانظر إلى استدلال يزيد بن الفقير عند مسلم على التكذيب بالشفاعة بآيات فيها خلود خاص بالكفار لعلة كفرهم ولا تشمل المسلمين لأدلة أخرى وإلى استدلال طلق المماثل له عند البيهقي يظهر لك مراد ابن عمر بتوفيق الله إن شاء الله- أخذ الله بأيدينا وقلوبنا إلى الحق )
استرشدت بكتاب( الشفاعة) للشيخ الوادعي رحمه الله إلى مواضع حديث جابر فى الشفاعة عند مسلم والبيهقي والبخاري فى الأدب المفرد) وأما تكفير الخوارج لأهل الكبائر من المسلمين فلم ينشأ من سوء فهمهم لمدلول تلك الآيات فقط بل نشأ أيضا من عدم إرجاعهم عمومات الكفر فى الكتاب والسنة التى تأتى على سبيل الوعيد والتنفير مرادا بها أنها خصلة من خصال الكفر إلى ما يفسرها من سائر النصوص وكذلك ظنهم أن تحكيم عمرو بن العاص وأبى موسى الأشعري داخل في الحكم بغير ما أنزل الله الذي أطلق عليه الشرع أنه كفر على تفصيل ليس هذا موضعه وقد حجهم ابن عباس رضي الله عنه في مناظرته لهم في ذلك , فليس كل تكفير لأهل الكبائر من المسلمين من قبل الخوارج مأخوذا من آيات نزلت في الكفار كما نبهنا عليه آنفا )ومنشأ ذلك كله عدم ضم النصوص بعضها إلى بعض كما فعل المرجئة في الوعد فأخلوا بالعمل وكما فعل القدرية الثنوية في القدر فقالوا بخالق مع الله وكما فعل الجبرية فانتهوا إلى سلب العبد عمله ومنهم أصحاب المؤلف الأشاعرة في قول صاحب الجوهرة (والفعل فى التأثير ليس إلا*للواحد القهار جل وعلا*ومن يقل بالطبع أو بالعلة *فذاك كفر عند أهل الملة ومن يقل بالقوة المودعة *فذاك بدعي فلا تلتفت ) وكذلك فعل المعتزلة في نفيهم لكرامات الأولياء, وفى مقابلهم أصحاب صاحب الشريط الذين غلوا فيها حتى أثبتوا لهم كل خصائص الربوبية و الألوهية والصفات باسم الكرامات من غير أي ضابط شرعي لها كما سنمثل له ونحيل إلى مواضعه في كتب القوم إن شاء الله,ولم ينظروا إلى النصوص التى تحصر التكوين والعبادة وكل خصائص الله عليه وحده, أما التكفير بما كفر الله به ورسوله في كتابه وسنة نبيه فهو عين الإسلام شاء من شاء وأبى من أبى ولم يحد المؤلف وإمعته عن تفصيل ما يرمون به أهل السنة من التكفير إلا لعلمهم أنه عين التكفير الذي صرح الله به في كتابه ونبيه في سنته وأجمع عليه علماء الأمة إلا من لا عبرة بخلافهم من الغلاة في القبور والصالحين من الرافضة وتلامذتهم المنتسبين إلى الصوف وقد صدق الأمير الصنعاني إذ يقول أسفا على حال قومه فى اليمن
أعادوا بهامعنى سواع ومثله * يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها * كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم نحروا فى سوحها من نحيرة* أهلت لغير الله جهلا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبلا* وملتمس الأركان منهن بالأيدي
هذا هو الوا قع والحال الذى استشاط صاحب الشريط وشيخه غضبا على السعاة إلى تغييره بتجريد كل حق الله له وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبد الله إلا بماشرع وبلغ وألا يعدل بقوله وفعله وتقريره قول أحد سواه أوفعله وتقريره وسمانا تكفيريين ووهابيين غيرة على المركز والمكانة والرئاسة لاغيرة لله لأنه لوكان يغار ويتمعر وجهه لله لغار أن يشرك بالله غيره كماهو صنيع جل من حوله ويدافع عنه المؤلف ومن أمثلة ذلك تبريره النذر لغير الله وتسميته إياه (توددا) ومن نظر إلى مراجعهم ومواردهم التى يستقون منها زال عنه العجب من ذلك قول الزبيدي المتصوف فى ترجمة أبى العباس أحمد بن علوان الصوفي عن قريته (ومن استجاربها لايقدر أحد أن يناله بمكروه ,ومافى أوراد طرقهم من صريح عبارات الإتحاد ووحدة الوجود وإذ نحت غيرته وامتعاضه وتمعروجهه المنحى المعاكس علمنا دافعها, وتناسى ماقاله ابن عاشر عن حب الرئاسة فى مقدمة نظمه وما يردده شيوخه المتصوفة ويخالفونه من تفسيرهم الصوفي بأنه المشغول بالخالق عن الخلائق ) وأي اشتغال بالخلائق عن الله أكبر من الذود عن أدران الإشراك والبدعة والكذب على كتب الحديث فى العزو لأجل ذلك والإفتراء على المتجردين من عباد الله ليكون الدين كله لله ,كما ستعرفه إن شاء الله بأمثلته(وقد عوتب عالم من أهل السوق على تجريد الدعاء لله من قبل قرين له شرق بلادنا مالي فأنشأ لا مية طويلة مطلعها(لله أفزع لا أرضى به بدلا*إياه أسأل لاقطباولابدلا
عهد تقادم منى لست أنقضه * لكن أؤسس فى إبرامه جدلا
إن لامنى الخصم فى إفراد دعوته * فالحق عن شرعة الإنصاف قد عدلا
أرجو بذلك رجحان البطاقة في * يوم المعاد وأن ألقى به جذلا
فكان الجدير بالمؤلف أن يكون مثله فى التجرد لله لاأن يوبق نفسه بسنه لأتباعه هذه السنة السيئة ويعلق برقبته وزره ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة فالأمر جلل لاينجي منه جاه الدنيا كلها وإنما ينجي منه الله الذي لامفر منه إلا إليه والبكاء الصادق على عتبة بابه المفتوح للتائبين مع الإصلاح والبيان لماهو ضد هذه الضلالات التى نسأل الله لنا وله أن يجنبنا مهاويها حتى نلقاه
وهاهنا أسئلة أتوجه بها إلى صاحب الشريط وشيخه
(1) لماذا نهانا الرسول عن التشبه بالكفار فى عاداتهم وفروع دينهم إذا كان يأمن علينا التشبه بهم فى أصول دينهم( 2) لماذا لما قيل للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط كما عند أحمد قال الله أكبرإنها السنن قلتم والذى نفسى بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون: وألغى الفرق بين قول قوم موسى وبين قول أصحابه لأن المعنى واحد ولم يقل بأن هذا وقف على قوم موسى خاص بهم ,نعم لم يكفر الصحابة لأنهم كانوا حديثي عهد بكفر ونبهوا فتنبهوا ونهوا فانتهوا بخلاف من كان حالهم عكس ذلك
(3) ولماذا أخبر النبي لى الله عليه وسلم بأن بعض هذه الأمة سوف يعبد الأوثان فى قوله عليه الصلاة والسلام0لاتقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتى بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتى الأوثان وكيف يكون ذلك إذا كان المسلم لايؤثرفيه قيام أصل دينهم به.
(4)ولماذا قال لى الله عليه وسلم: مافي حديث أبى هريرة :لاتقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذى الخلصة " , (5) ولماذا قيد أهل شفاعته بقوله"وهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتى لايشرك بالله شيئا" إذا كان كل من شهد أن لا إله إلا الله استحا ل أن يشرك بالله مهما فعل واعتقد وقال ما هو صريح الشرك بالله.
(6) ولماذا ارتد من كان مسلما وحكم عليه بالردة من قبل الصحابة وقاتلوهم إذا, نعوذ بالله من هذا البهتان على الشرع وهذا الغرور الذى غر به الغرور هؤلاء ليصروا على ضلالهم وغلوهم 0وإذا كانت كل آية نزلت فى شأن كفار لايستدل بها فى غيرشأنهم فعلى أي محمل تحملون قوله لى الله عليه وسلم لأبى بكر وعمر "أخرجكما من بيوتكما الجوع فلم ترجعا حتى أصبتما من هذا وهذا من النعيم لتسألن عن هذا" إشارة إلى قوله تعالى "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" وهي فى المشركين) , وعلى أي محمل تحملون ماثبت فى صحيح البخاري من أن النبي طرق عليا وفاطمة رضي الله عنهما وقال لهما ألا تصليان فقال له علي : إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا قال علي فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا وهو يضرب فخذه ويقول (وكان الإنسان أكثر شئ جدلا) ,لأن الآية تتحدث عن المشركين ,وقوله تعالى {ومايضل به إلا الفاسقين} المراد به الكفارسواء أريد به المنافقون كمافسره به الطبري أم أريد به الكفارالصرحاء كما جنح إليه البغوي لقوله تعالى بعده - كيف تكفرون بالله)وقدعزى الشوكاني إلى البخاري وابن جريروابن المنذروابن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقاص الإستدلال به على الخوارج,وقال عكرمة بن عمار جزع محمد بن المنكدرعند موته جزعا شديدا فقيل له ما هذا الجزع فقال أخاف آية من كتاب الله - وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)والآية فى شأن الكفار)وفي جامع بيان العلم لابن عبد البر استدلالات عدة منه رحمه الله على تحريم التقليد بآيات فى تقليد الكفار لآبائهم أخوارج جميعا هم أم وهابيون أم تشملهم مقولة ابن عمر رضي الله عنه- من رسول الله لى الله عليه وسلم إلى سعد بن أبي وقا ص فمحمد بن المنكدر, فابن عبد البر فأمثلة أخرى لم أستشهد بها لطولها وكثرتها ,والحق أنكم متخبطون فى هذا فهاهو أحد أئمتكم الصاوي يستدل بقوله تعالى أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناعلى من دعاهم بالوهابيين وأنتم تقبلونه منه ولا تقولون إنه من الخوارج لأن الآية فى شأن الكفار.ويقول أيضا- إن قوله تعالى}ولايتخذ بعضنا بعضابعضاأربابامن دون الله{ وإن كان خطابا لليهود يجربذيله على من يشرك بالله غيره من المسلمين كضعفاء الإيمان الذين يعتقدون فى الأولياء أنهم يضرون وينفعون بذواتهم ويحلون ماحرم الله ويحرمون ماأحل الله-حاشية الصاوى على الجلالين
(2) ومن تخبطكم واضطرابكم أنكم لا تعتقدون أن صرف محض حق الله لغير الله من الكبائر فضلا عن أن يكون شركا بل تعدونه من أفضل القرب إلى الله وتنافحون عنه بأعسف وأبعد التأويلات ثم تنزلون عليه نصوص تكفير الخوارج بكبائر الذنوب التى ذمهم فيها السلف:أليس هذا من عجائبكم الكثيرة0ووصف ورثة بنى عبيد القداح لنا بالخوارج لايضيرنا ولايربكنا فنحن لسنا خوارج.ولماعجز المؤلف وإمعته عن إقامة برهان واحدعلى أقل شبه بيننا وبين الخوارلجآإلى الكذب وما أسهله وأرخص قيمته وأسرعهما إليه وقد صدق أبو الطيب المتنبي إذقال( إذا لم تخش عاقبة الليالى * ولم تستحى فاصنع ماتشاء
وقد لقب النبي لى الله عليه وسلم قبلنا ولقب الرافضة (سلف القوم فى الغلوفى القبور والصالحين)أهل السنة بأنهم نواصب حين جمعوابين محبة الصحابة والآل والمعتزلة أهل الحديث بأنهم مرجئة إذ لم يقولوا بالمنزلة بين المنزلتين واليوم يلقبنا ورثة بنى عبيد القداح بالخوارج (ويالها من فكاهة وطرفةلالشئ إلالأننا أقمنا الأدلة والحجج على أن من عبد غير الله أو ادعى علم الغيب فيه أو نسب إليه شيئا من الربوبية أواعتقده أو قال بوحدة الوجود أو اعتقدها فقد أشرك ولم نأت بذلك من جيوبنا بل من تقرير القرآن والسنة وإجماع سلف الأمة والإمعة وشيخه يعلمان ذلك وإلا فلم؟ لم يأتيا بأمثلة معزوة عزوا صادقا على أن تكفيرنا كتكفير الخوارج, لاكاذبا مثل عزوهما لحديث النورانية والأولية المحمدية فى الخلق إلى مصنف عبد الرزاق وحديث :ياعمر أتدرى من أنا - الطويل الركيك المنادي على نفسه بالوضع إلى مستدرك الحاكم ودلائل البيهقي مع ما فيهما من أحاديث ضعيفة بل موضوعة, ولو يعطى الناس بدعواهم لا دعى رجال أموا ل قوم وأعراضهم ولكن البينة على المدعى واليمين على من أنكر, فأين البينة وأين الحجة؟ هاتوابرهانكم إن كنتم صادقين, وإلا فأنتم كاذبون,ولقب ماشئت واستنفر كل طاقاتك واكذب وخن ذمتك كمايحلو لك ولا تأبه بعاقبة الليالى أنت وشيخك ثم انظرا أيصد ذلك الناس عن فهم حقيقة التوحيد المستقى من النبعين الصافيين فهم مقبلون والحمدلله على فهم حقيقة الإسلام الناصع النقي من الشرك والبدع والضلالات والعبودية لأمثالكم لينفضوا غباركم ويلفظوكم ويمجوكم ثم يكونوا قذى فى عيونكم وحجر عثرة بينكم وبين تعبيدكم للعوام بدعوى علمكم للغيب واستحقاقكم لأن يتبركوا بكم ويلجأوا إليكم فى الملمات والمهمات ,وقد قيل فى المثل:النهر لاتصده الحفر(سوف ترى إذا انجلى* الغبارأفرس تحتك أم حمار,
أخوكم/التنبكتي 1- ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم 2- ليس واردا في جميع آيات القرآن الكريم فضلا عن السنة النبوية 3- لم يطرد استدلال السلف بما في معناه لو حمل على معنى العموم 4- لم تذكر تلك الآيات التي أشار إليها ابن عمر رضي الله عنه
من النادر جدا أن تصغي إلى ناقد لدعوة أهل السنة والجماعة المباركة
إلى تجريد التوحيد لله , وتجريد المتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم
أو تقرأ له إلا وجدته يشهر في وجهها هذا الأثر حتى إنني (ويا للعجب) سمعته من فم من يكرهون ابن عمر وغيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأقول وبالله التوفيق :إن هذا الأثر إما أن يكون (مرفوعا) أو (عاما) في جميع ما أنزل الله) ودلت آثار وأحاديث صحيحة على اطراده
وقصور الإستدلال من كتاب الله بل من سنة نبيه أيضا على مالم يكن نازلا في تناول أحوال (المشركين ومن في حكمهم من سائر الكفار)
أو أنه ( أثر في آيات خاصة مذكورة ) دون بقية الآيات , فنظرنا في معناه ودلا لته فوجدناه
وإليكم تلك الخواطر مقطوفة من كتابي( الشهب المبيره على فرى وأباطيل شريط ليره) مقالة ابن عمر
أما قول ابن عمر(إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين) فنعم لكن ما هي تلك الآيات؟ بينها لنا وإذا لم تبينها فأنت مفتر على ابن عمر بقولك: إنه عنى بها الآيات التى فيها تكفيرهم بدعائهم غير الله وذبحهم لغير ه وباسمه وجعلهم بعض ما رزقهم الله للأصنام وبعضه لله ونذرهم لغيره سبحانه وجعلهم البحيرة والسائبة والوصيلة والحام حين ظننت أن أهل السنة ينسحب عليهم قول ابن عمر المذكور لقولهم بأن ذلك الكفر و غيره من كفر النسيئة والإستقسام بالأزلام وغيره من فعله كما فعله أولئك المشركون فالأصل أن يكون حكمه حكمهم إلا لعذر سائغ يعرض له, ثم إنكم تقولون (الآيات )وابن عمر يقول (آيات) فلو كانت كل آية نزلت في المشركين أو تناولت شركهم لا يستدل بها على غيرهم لخرجنا بحكمين:(1)أن كل الآيات النازلة فى المشركين خاصة بهم فلاوجه لتنكير ابن عمر لها إذا
(2)أن كل حكم نزل لسبب اختص به ذلك السبب وقصر عليه(مالم يدل دليل آخر على خلافه)
فعلمنا من تنكير ابن عمر للآيات المشار إليها بوضوح أن بقية الآيات يجوز تنزيل أحكامها وإطلاقها عنده وعند غيره على غير الكفار, فالعبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب, وبقي أن ننظر ونستقرئ كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفهم سلف الأمة إذ لم نجد تلك الآيات التي عناها ابن عمر رضي الله عنهما فأقول وبالله أستعين: (1)من المعلوم المجزوم به أن كتاب الله نزل لجميع الإنس والجن ولجميع العصور فلا يجوز تخصيص عامه بلا دليل ولا تقييد مطلقه بغير حجة وبرهان,
(2)أن الله سبحانه وتعالى إذا شنع على الكافرين كفرهم كان ذلك تحذيرا للمسلمين من الوقوع فيه إذ قصص القرآن للعبرة والعظة لا للسمر والسلوان والآيات القرآنية تؤكد ذلك,
ومن أمثلته أنه أمرنا أن نوحده بالدعاء في مقابل إشراك المشركين به في سعتهم ,وأمرنا أن نخلص له السجود فى مقابل إشراك المشركين به فيه. وأمرنا أن نخلص له الذبح وقرنه لنا بالصلاة وقال لنا سبحانه{لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} وأمرنا أن نذكر اسم الله عليها في مقابل ذكرهم غيره عليها ونهانا عن الإستقسام بالأزلام وأبدلنا به رسوله صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة ودعاءها ونهانا عن التشبه بهم في كل عبادة نعبده بها في كتابه وعلى لسان رسوله لى الله عليه وسلم فلو كانت شركياتهم قاصرة فى الأفعال لكانت قاصرة فى الاعتقادات والأقوال أيضا ولكانت كل كفرياتهم من تنقص لله وشتم لنبيه صلى الله عليه وسلم كذلك أما أن يخبر الله بأن تنقصهم لله ولرسوله لى الله عليه وسلم كفر وبأن عبادة غيره شرك وكفر وترضون بأن ما كان من نوع التلفظ بالسب والشتم واعتقاد الشريك من أنواع كفرهم يتعداهم إذا قام بمسلم والنوع الآخر لا يتعداهم إذاقام به مع أن الله سماه عدلا به فقال ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وسماه شركا فقال {قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا} وقال: {قل إن صلاتى ونسكي ومحياي و مماتى لله رب العالمين لاشريك له}0 فتحكم وجهل قبيح بالشرع لا أدرى أتسول لكم أنفسكم نسبته إلى ابن عمر أم لا وكذلك الفروع فقد ذم الله تعاطى المشركين للربى وعابه عليهم وحرمه علينا وأحل لنا البيع وذمهم بأنهم يدعون الأيتام ويأكلون التراث أكلا لما وذمهم بالسفاح وغير ذلك من فروع شركهم التي ذمها وحرمها علينا وفى مقابل ذلك ذكر أنهم يخلصون له الدعاء في الشدة ويشركون به إذا نجاهم إلى البر وأوجب علينا دعاءه فى كل أحوالنا- وقال فى شأنهم { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين } وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عائشة حينما قالت له: يا رسول الله .ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه0 قال: {لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لى خطيئتى يوم الدين} ومصداق ذلك قوله تعالى :إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما, فكيف يظن بابن عمر أن كفر الكافر عنده قاصر عليه كلونه وأن ما يقوم به من خصال الخير المحض وإن فقد الكافر شرط الانتفاع بها لكفره شر لازم له لا يوصف به المسلم إذا هو اتصف به وأن إسلام المسلم كجنسه ولونه لا يخرج منه بحال مهما تشبه بالكفار في أصول دينهم كما هو هنا وإني لأعلم أن صاحب الشريط لا علم لديه لا من قريب ولا من بعيد بأصول أهل السنة ولا بأصول أهل البدعة ولكنه كما قيل :جاء شقيق عارضا رمحه*إن بني عمك فيهم رماح
وإلا لم يقع في هذا الخبط والخلط والتدليس بل الكذب البواح الصراح هو وشيخه الذي يقرأ كتابه , إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة* وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم ) وأسأل الله أن لا يجعل للهوى حظا في أعمالنا وقلوبنا وأقوالنا وأن يأخذ بأيدينا إلى ما يرضيه تعالى ,أما مراد ابن عمر بالقول الآنف الذكر فانظر إلى استدلال الخوا رج والمعتزلة (شيوخ الأشاعرة)بالخلود المعني به خلود الكفار لا خلود المؤمنين العصاة على خلود أهل الكبائر فى النار مثل الكفار يتضح لك معناه أخي القارئ الكريم (كقوله تعالى} لا يصلها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى{ .وقوله تعالى }بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون { وقوله } إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار{ وقوله تعالى }والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) وقوله تعالى( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا{ وغيرها من آيات احتج بها الخوارج على خلود أهل الكبائر من المسلمين في النار بعد حكمهم بكفرهم ,ونفوا عنهم شفاعته صلى الله عليه وسلم هم والمعتزلة إلا أن مرتكب الكبيرة عند المعتزلة في المنزلة بين المنزلتين فى الدنيا وفى الآخرة كافر خالد في نار جهنم, ومنشأ ضلال كلا الفريقين أخذهما بنصوص الوعيد دون الوعد على عادة أهل الأهواء جميعا في عدم الجمع والتوفيق بين النصوص لفهمها ومنهم أصحاب صاحب الشريط وشيخه( الأشاعرة) الذين نفوا عن الله ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله اكتفاء بقوله تعالى {ليس كمثله شئ} وتغاضوا عن قوله {وهو السميع البصير}المقرر للإثبات وعن النصوص التى أثبت فيها لنفسه الصفات في آيات أخرى ففاز بذلك أهل السنة والجماعة على وجه ليس فيه تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل فيكون هؤلاء المتصوفة المتمشعرة هم الأقرب إلى الخوارج لا جتماعهم معهم فى بتر بعض النصوص عن بعض وضرب بعضها ببعض لا أهل السنة والحمد لله,ومما يزيد ذلك توضيحا وتفصيلا ما جاء في صحيح مسلم(باب أدنى أهل الجنة منزلة)من حديث جابر رضي الله عنه 0قال مسلم حدثنا حجاج بن الشاعر حدثنا الفضل بن دكين حدثنا أبو عاصم يعنى محمد بن أبى أيوب قال : حدثنى يزيد بن الفقير قال : كنت شغفنى رأي من رأي الخوارج فخرجنا فى عصابة ذوى عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم - جالس إلى سارية .عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإذا هو ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله لى الله عليه وسلم ما هذا الذي تحدثون به والله يقول إنك من تدخل النار فقد أخزيته وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها قال فقال أتقرأ القرآن قال نعم قال فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام يعنى الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج قال ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه.. الحديث0ورواه أبو عوانة فى مستخرجه(باب أن أول من يستشفع إلى الأنبياء وإلى محمد صلوات الله عليهم أجمعين هم المؤمنون ليريحهم الله من مقامهم وأن الشفاعة لأهل النار بعد فراغ الرب من القضاء) وقال البيهقي أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن الصغار ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا عاصم بن علي ثنا أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه قال كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة حتى أتيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها في خلود أهل النار فقال لي يا طلق أنت أعلم بكتاب الله منى وأعلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم منى إن الذي قرأت لهم أهلها ولكن هؤلاء أصابوا ذنوبا فعذبوا ثم أخرجوا منها ونحن نقرأ كما قرأت (قال البيهقي _ وشاهده عن جابر قد مضى فى هذا الجزء)
فانظر إلى استدلال يزيد بن الفقير عند مسلم على التكذيب بالشفاعة بآيات فيها خلود خاص بالكفار لعلة كفرهم ولا تشمل المسلمين لأدلة أخرى وإلى استدلال طلق المماثل له عند البيهقي يظهر لك مراد ابن عمر بتوفيق الله إن شاء الله- أخذ الله بأيدينا وقلوبنا إلى الحق )
استرشدت بكتاب( الشفاعة) للشيخ الوادعي رحمه الله إلى مواضع حديث جابر فى الشفاعة عند مسلم والبيهقي والبخاري فى الأدب المفرد) وأما تكفير الخوارج لأهل الكبائر من المسلمين فلم ينشأ من سوء فهمهم لمدلول تلك الآيات فقط بل نشأ أيضا من عدم إرجاعهم عمومات الكفر فى الكتاب والسنة التى تأتى على سبيل الوعيد والتنفير مرادا بها أنها خصلة من خصال الكفر إلى ما يفسرها من سائر النصوص وكذلك ظنهم أن تحكيم عمرو بن العاص وأبى موسى الأشعري داخل في الحكم بغير ما أنزل الله الذي أطلق عليه الشرع أنه كفر على تفصيل ليس هذا موضعه وقد حجهم ابن عباس رضي الله عنه في مناظرته لهم في ذلك , فليس كل تكفير لأهل الكبائر من المسلمين من قبل الخوارج مأخوذا من آيات نزلت في الكفار كما نبهنا عليه آنفا )ومنشأ ذلك كله عدم ضم النصوص بعضها إلى بعض كما فعل المرجئة في الوعد فأخلوا بالعمل وكما فعل القدرية الثنوية في القدر فقالوا بخالق مع الله وكما فعل الجبرية فانتهوا إلى سلب العبد عمله ومنهم أصحاب المؤلف الأشاعرة في قول صاحب الجوهرة (والفعل فى التأثير ليس إلا*للواحد القهار جل وعلا*ومن يقل بالطبع أو بالعلة *فذاك كفر عند أهل الملة ومن يقل بالقوة المودعة *فذاك بدعي فلا تلتفت ) وكذلك فعل المعتزلة في نفيهم لكرامات الأولياء, وفى مقابلهم أصحاب صاحب الشريط الذين غلوا فيها حتى أثبتوا لهم كل خصائص الربوبية و الألوهية والصفات باسم الكرامات من غير أي ضابط شرعي لها كما سنمثل له ونحيل إلى مواضعه في كتب القوم إن شاء الله,ولم ينظروا إلى النصوص التى تحصر التكوين والعبادة وكل خصائص الله عليه وحده, أما التكفير بما كفر الله به ورسوله في كتابه وسنة نبيه فهو عين الإسلام شاء من شاء وأبى من أبى ولم يحد المؤلف وإمعته عن تفصيل ما يرمون به أهل السنة من التكفير إلا لعلمهم أنه عين التكفير الذي صرح الله به في كتابه ونبيه في سنته وأجمع عليه علماء الأمة إلا من لا عبرة بخلافهم من الغلاة في القبور والصالحين من الرافضة وتلامذتهم المنتسبين إلى الصوف وقد صدق الأمير الصنعاني إذ يقول أسفا على حال قومه فى اليمن
أعادوا بهامعنى سواع ومثله * يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها * كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم نحروا فى سوحها من نحيرة* أهلت لغير الله جهلا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبلا* وملتمس الأركان منهن بالأيدي
هذا هو الوا قع والحال الذى استشاط صاحب الشريط وشيخه غضبا على السعاة إلى تغييره بتجريد كل حق الله له وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبد الله إلا بماشرع وبلغ وألا يعدل بقوله وفعله وتقريره قول أحد سواه أوفعله وتقريره وسمانا تكفيريين ووهابيين غيرة على المركز والمكانة والرئاسة لاغيرة لله لأنه لوكان يغار ويتمعر وجهه لله لغار أن يشرك بالله غيره كماهو صنيع جل من حوله ويدافع عنه المؤلف ومن أمثلة ذلك تبريره النذر لغير الله وتسميته إياه (توددا) ومن نظر إلى مراجعهم ومواردهم التى يستقون منها زال عنه العجب من ذلك قول الزبيدي المتصوف فى ترجمة أبى العباس أحمد بن علوان الصوفي عن قريته (ومن استجاربها لايقدر أحد أن يناله بمكروه ,ومافى أوراد طرقهم من صريح عبارات الإتحاد ووحدة الوجود وإذ نحت غيرته وامتعاضه وتمعروجهه المنحى المعاكس علمنا دافعها, وتناسى ماقاله ابن عاشر عن حب الرئاسة فى مقدمة نظمه وما يردده شيوخه المتصوفة ويخالفونه من تفسيرهم الصوفي بأنه المشغول بالخالق عن الخلائق ) وأي اشتغال بالخلائق عن الله أكبر من الذود عن أدران الإشراك والبدعة والكذب على كتب الحديث فى العزو لأجل ذلك والإفتراء على المتجردين من عباد الله ليكون الدين كله لله ,كما ستعرفه إن شاء الله بأمثلته(وقد عوتب عالم من أهل السوق على تجريد الدعاء لله من قبل قرين له شرق بلادنا مالي فأنشأ لا مية طويلة مطلعها(لله أفزع لا أرضى به بدلا*إياه أسأل لاقطباولابدلا
عهد تقادم منى لست أنقضه * لكن أؤسس فى إبرامه جدلا
إن لامنى الخصم فى إفراد دعوته * فالحق عن شرعة الإنصاف قد عدلا
أرجو بذلك رجحان البطاقة في * يوم المعاد وأن ألقى به جذلا
فكان الجدير بالمؤلف أن يكون مثله فى التجرد لله لاأن يوبق نفسه بسنه لأتباعه هذه السنة السيئة ويعلق برقبته وزره ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة فالأمر جلل لاينجي منه جاه الدنيا كلها وإنما ينجي منه الله الذي لامفر منه إلا إليه والبكاء الصادق على عتبة بابه المفتوح للتائبين مع الإصلاح والبيان لماهو ضد هذه الضلالات التى نسأل الله لنا وله أن يجنبنا مهاويها حتى نلقاه
وهاهنا أسئلة أتوجه بها إلى صاحب الشريط وشيخه
(1) لماذا نهانا الرسول عن التشبه بالكفار فى عاداتهم وفروع دينهم إذا كان يأمن علينا التشبه بهم فى أصول دينهم( 2) لماذا لما قيل للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط كما عند أحمد قال الله أكبرإنها السنن قلتم والذى نفسى بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون: وألغى الفرق بين قول قوم موسى وبين قول أصحابه لأن المعنى واحد ولم يقل بأن هذا وقف على قوم موسى خاص بهم ,نعم لم يكفر الصحابة لأنهم كانوا حديثي عهد بكفر ونبهوا فتنبهوا ونهوا فانتهوا بخلاف من كان حالهم عكس ذلك
(3) ولماذا أخبر النبي لى الله عليه وسلم بأن بعض هذه الأمة سوف يعبد الأوثان فى قوله عليه الصلاة والسلام0لاتقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتى بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتى الأوثان وكيف يكون ذلك إذا كان المسلم لايؤثرفيه قيام أصل دينهم به.
(4)ولماذا قال لى الله عليه وسلم: مافي حديث أبى هريرة :لاتقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذى الخلصة " , (5) ولماذا قيد أهل شفاعته بقوله"وهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتى لايشرك بالله شيئا" إذا كان كل من شهد أن لا إله إلا الله استحا ل أن يشرك بالله مهما فعل واعتقد وقال ما هو صريح الشرك بالله.
(6) ولماذا ارتد من كان مسلما وحكم عليه بالردة من قبل الصحابة وقاتلوهم إذا, نعوذ بالله من هذا البهتان على الشرع وهذا الغرور الذى غر به الغرور هؤلاء ليصروا على ضلالهم وغلوهم 0وإذا كانت كل آية نزلت فى شأن كفار لايستدل بها فى غيرشأنهم فعلى أي محمل تحملون قوله لى الله عليه وسلم لأبى بكر وعمر "أخرجكما من بيوتكما الجوع فلم ترجعا حتى أصبتما من هذا وهذا من النعيم لتسألن عن هذا" إشارة إلى قوله تعالى "ثم لتسألن يومئذ عن النعيم" وهي فى المشركين) , وعلى أي محمل تحملون ماثبت فى صحيح البخاري من أن النبي طرق عليا وفاطمة رضي الله عنهما وقال لهما ألا تصليان فقال له علي : إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا قال علي فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا وهو يضرب فخذه ويقول (وكان الإنسان أكثر شئ جدلا) ,لأن الآية تتحدث عن المشركين ,وقوله تعالى {ومايضل به إلا الفاسقين} المراد به الكفارسواء أريد به المنافقون كمافسره به الطبري أم أريد به الكفارالصرحاء كما جنح إليه البغوي لقوله تعالى بعده - كيف تكفرون بالله)وقدعزى الشوكاني إلى البخاري وابن جريروابن المنذروابن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقاص الإستدلال به على الخوارج,وقال عكرمة بن عمار جزع محمد بن المنكدرعند موته جزعا شديدا فقيل له ما هذا الجزع فقال أخاف آية من كتاب الله - وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)والآية فى شأن الكفار)وفي جامع بيان العلم لابن عبد البر استدلالات عدة منه رحمه الله على تحريم التقليد بآيات فى تقليد الكفار لآبائهم أخوارج جميعا هم أم وهابيون أم تشملهم مقولة ابن عمر رضي الله عنه- من رسول الله لى الله عليه وسلم إلى سعد بن أبي وقا ص فمحمد بن المنكدر, فابن عبد البر فأمثلة أخرى لم أستشهد بها لطولها وكثرتها ,والحق أنكم متخبطون فى هذا فهاهو أحد أئمتكم الصاوي يستدل بقوله تعالى أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناعلى من دعاهم بالوهابيين وأنتم تقبلونه منه ولا تقولون إنه من الخوارج لأن الآية فى شأن الكفار.ويقول أيضا- إن قوله تعالى}ولايتخذ بعضنا بعضابعضاأربابامن دون الله{ وإن كان خطابا لليهود يجربذيله على من يشرك بالله غيره من المسلمين كضعفاء الإيمان الذين يعتقدون فى الأولياء أنهم يضرون وينفعون بذواتهم ويحلون ماحرم الله ويحرمون ماأحل الله-حاشية الصاوى على الجلالين
(2) ومن تخبطكم واضطرابكم أنكم لا تعتقدون أن صرف محض حق الله لغير الله من الكبائر فضلا عن أن يكون شركا بل تعدونه من أفضل القرب إلى الله وتنافحون عنه بأعسف وأبعد التأويلات ثم تنزلون عليه نصوص تكفير الخوارج بكبائر الذنوب التى ذمهم فيها السلف:أليس هذا من عجائبكم الكثيرة0ووصف ورثة بنى عبيد القداح لنا بالخوارج لايضيرنا ولايربكنا فنحن لسنا خوارج.ولماعجز المؤلف وإمعته عن إقامة برهان واحدعلى أقل شبه بيننا وبين الخوارلجآإلى الكذب وما أسهله وأرخص قيمته وأسرعهما إليه وقد صدق أبو الطيب المتنبي إذقال( إذا لم تخش عاقبة الليالى * ولم تستحى فاصنع ماتشاء
وقد لقب النبي لى الله عليه وسلم قبلنا ولقب الرافضة (سلف القوم فى الغلوفى القبور والصالحين)أهل السنة بأنهم نواصب حين جمعوابين محبة الصحابة والآل والمعتزلة أهل الحديث بأنهم مرجئة إذ لم يقولوا بالمنزلة بين المنزلتين واليوم يلقبنا ورثة بنى عبيد القداح بالخوارج (ويالها من فكاهة وطرفةلالشئ إلالأننا أقمنا الأدلة والحجج على أن من عبد غير الله أو ادعى علم الغيب فيه أو نسب إليه شيئا من الربوبية أواعتقده أو قال بوحدة الوجود أو اعتقدها فقد أشرك ولم نأت بذلك من جيوبنا بل من تقرير القرآن والسنة وإجماع سلف الأمة والإمعة وشيخه يعلمان ذلك وإلا فلم؟ لم يأتيا بأمثلة معزوة عزوا صادقا على أن تكفيرنا كتكفير الخوارج, لاكاذبا مثل عزوهما لحديث النورانية والأولية المحمدية فى الخلق إلى مصنف عبد الرزاق وحديث :ياعمر أتدرى من أنا - الطويل الركيك المنادي على نفسه بالوضع إلى مستدرك الحاكم ودلائل البيهقي مع ما فيهما من أحاديث ضعيفة بل موضوعة, ولو يعطى الناس بدعواهم لا دعى رجال أموا ل قوم وأعراضهم ولكن البينة على المدعى واليمين على من أنكر, فأين البينة وأين الحجة؟ هاتوابرهانكم إن كنتم صادقين, وإلا فأنتم كاذبون,ولقب ماشئت واستنفر كل طاقاتك واكذب وخن ذمتك كمايحلو لك ولا تأبه بعاقبة الليالى أنت وشيخك ثم انظرا أيصد ذلك الناس عن فهم حقيقة التوحيد المستقى من النبعين الصافيين فهم مقبلون والحمدلله على فهم حقيقة الإسلام الناصع النقي من الشرك والبدع والضلالات والعبودية لأمثالكم لينفضوا غباركم ويلفظوكم ويمجوكم ثم يكونوا قذى فى عيونكم وحجر عثرة بينكم وبين تعبيدكم للعوام بدعوى علمكم للغيب واستحقاقكم لأن يتبركوا بكم ويلجأوا إليكم فى الملمات والمهمات ,وقد قيل فى المثل:النهر لاتصده الحفر(سوف ترى إذا انجلى* الغبارأفرس تحتك أم حمار,
أخوكم/التنبكتي 1- ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم 2- ليس واردا في جميع آيات القرآن الكريم فضلا عن السنة النبوية 3- لم يطرد استدلال السلف بما في معناه لو حمل على معنى العموم 4- لم تذكر تلك الآيات التي أشار إليها ابن عمر رضي الله عنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق