من قاس التوجه في الصلاة الى القبلة على رفع الايدي الى السماء يقال له:
أولا: الانسان يمد يده حيث يخاطب من يتوجه اليه
.
ثانيا: في الصلاة نضم ايدينا الى صدورنا ونطأطئ رؤوسنا الى الارض ولا نتجه بها الى الكعبة- بل عندما ندعو في السجود ندعو ورؤوسنا في الارض. وهنا لفتة قد يقول قائل انتم تردون على أنفسكم في السجود يقال: نعم لكن في نفس الوقت ندعو سبحان ربي الاعلى في نفس الوقت الذي نسجد فيه وكأن في ذلك لطيفة أن ربكم ليس في الاسفل لكي تتوجهوا برؤوسكم الى الاسفل حتى لا يظن ذلك ظان خاصة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد أو كما قال. ليعلم أن هذا القرب ليس في السفل وانما هذا من تمام الخضوع
ثالثا: كان ممن كان قبلنا يسجد الى من يعظمه فهل السجود له دليل على أنه في الاسفل ؟ لا. فهذا مثل هذا. لكن مع الفارق بين الخالق والمخلوق. نسجد وندعو سبحان ربي الاعلى وهو ما يوافق الايات والاحاديث
.
رابعا: الفطرة . لا يتبادر الى ذهن الفطري أن الساجد يخاطب ربه في الاسفل. لكن لعل في هذا رد على من أنتكست فطرته بسبب علم الكلام والفلسفة.
خامسا: عندما يرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبعه ليشهد الله تعالى على التبليغ لماذا لم يرفع اصبعه في اتجاه الكعبة.
سادسا: أين الدليل الصريح على أن السماء قبلة الدعاء و الكعبة قبلة الصلاة ؟ لا يجوز الاستدلال في موضع النزاع. فنحن ننازع من يقول أن السماء قبلة للدعاء بأن الاعمال ترفع الى الله تعالى والدعاء هنا عمل .فليس مجرد قبلة انما منفذ الى الله تعالى في سمائه عز وجل.
سابعا: قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله .عن المعية الوجهة في أينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله أن ذلك قد توضح الفكرة بأن يقال نمشي والقمر معنا. فهل القمر معنا ملتصق في السيارة أو على الجمال؟ بل القمر هناك بعيدا وهو في نفس الوقت معنا ... هذا كلام العرب. أو كما قال رحمه الله بلفظه.
فما المانع من ان التوجه في الصلاة الى الكعبة من نفس الباب فأينما تولوا فثم وجه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق