الجمعة، 19 فبراير 2010

الاشاعرة الفودوية واخراجهم أهل السنة من أهل السنة !!!

بسم الله
منقول عن سعيد فودة
فهذه رسالة أذكر فيها ما يقيد المعنى المراد من مصطلح : 

( أهل السنة والجماعة)

رسالة إلى المياديني 


لقد جمعني مع الشيخ سنا المسمى (أبو محمود المياديني ) ، مجلس عند بعض الفضلاء من أصحابي، ولم أكن قد التقيت مع هذا المياديني من قبل، ولم أعرفه إلا عندما قال لي أحد الأصحاب هذا هو الشيخ المياديني، وكنا قد بدأنا حديثا معهم يدور حول : 
تصرفات ما يسمون بالسلفية وهم المجسمة أتباع ابن تيمية، والأحق أن نسميهم التيميين. 
وأيضا حول ما يقال عن الأحباش الهرريين . 
فوضحت وقررت أن الهريين في أصولهم الاعتقادية متبعون للسادة الأشاعرة ولم أر لهم لحد الآن مخالفة لمذهب الأشاعرة كليا، نعم قد يحتارون قولا من أقوال المجتهدين في المذهب ، ويتركون الأقوال الأخرى، ولكن هذا لا يعترض به عليهم في جميع الأحوال، إلا أن يعتقدوا أن هذا القول هو الحق الصريح وأن ما خلافه باطل، فحينئذ ينبهون ويوضح لهم بطلان زعمهم. 
وأما التيميون فقد بينت في قولي أن عقائد ابن تيمية لا يجوز أن تنسب إلى أهل السنة، كيف وأهل السنة يتبرءون منها، وأن ابن تيمية لا يمثل أهل السنة مطلقا، بل هو قد خالفهم في أصولهم وفي كثير من فروعهم ، فلا يجوز القول أن ابن تيمية من أهل السنة مطلقا ،إلا أن يكون قد وافق لهم قولا في مسألة فيقال إنه وافقهم، ولا يقال إنه منهم فيها. فكم من المعتزلة قد وافقوا أهل السنة في مسائل وكذلك من الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية، ومع موافقتهم لنا في هذه المسائل فلا يجوز أن نقول إنهم من أهل السنة هكذا. 
وأن هذا الكلام كله مبني على أن أهل السنة والمقصود بأهل السنة هم السادة الأشاعرة والماتريدية، على ما بيناه سابقا. 
وأن هذا الاصطلاح أي إطلاق اسم أهل السنة على الأشاعرة والماتريدية هو المعهود عند أهل العلم من سائر الفرق الإسلامية كالشيعة والمعتزلة، وكذلك ينص على ذلك جمهور العلماء كما هو معلوم، وذكرنا أمثلة على ذلك كما مر. 
فلما سمع مني المياديني هذا الكلام، تنهد وصاح، وقمت قيامته، وقال ما معناه: سبحان الله أنا أقول إن الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة، ولكن لا أخرج ابن تيمية من الدخول معهم في هذا الاسم. 
فقلت له: وكيف يكون داخلا معهم وهو مخالف لهم في أصول وفروع؟! 
والأصل أن أهل السنة يكونون متوافقين لا متخالفين ، فإما أن يكون هو ممثلا لأهل السنة، دون الأشاعرة، وإما أن يكونوا هم دونه.لا يحتمل أمرا ثالثا. لأنه تناقض. 
وكأن المياديني كان مبرمجا لأن يقول بعض الكلمات الخطابية: وكان ينتظر فقط فرصة مناسبة فلم يسأل إن كان جاهلا كيف أن ابن تيمية يخالف الأشاعرة، ولا كيف أن الأشاعرة يخالفونه، وفي أي الأصول يختلفون، على ما المفروض عليه أن يسأله. 
ولكن جل ما فعله هو أن قام صارخا ثائرا متهما لي بأنني أسفه علماء الأمة(1)، وأنه لا يجوز لي أن أخرج ابن تيمية من أهل السنة، وصرح بكلمات لا أقدر على ذكرها هنا لقبحها. وكأنه كان يتصور نفسه في خطبة جمعة أو في حرب مع اليهود ، ولم أستطع الرد عليه بكلماته لقبحها كما ذكرت، وأيضا لأنه شيخ كبير بالسن لا أستطيع أن أثور في وجهه بسفاهة كما فعل هو. فما قدرت إلا على أن أمسكت نفسي وكتمت غيظي، ووالله لو كان شابا طائشا لأوقفته عند حده، ولكنه ما كان إلا عجوزا طائشا! 
على كل حال، فما كان مني إلا أن انتظرت فترة هدأ هو فيها، وسكت ، فخاطبته قائلا: 
يا شيخ، ما هو المعيار الذي تعرف به أهل السنة من غيرهم، حتى نعرف هل ابن تيمية حقا من أهل السنة أو لا؟ 
فقال: كل من انتسب إلى الكتاب والسنة أخذا ولو خالف الحق في أمور، ولكنه يسلم لهما في الجـمـلة، فهو من أهل السنة، لا يستطيع أحد أن يخرجه من ذلك وينفي عنه هذا الوصف. 
فقلت: على ذلك يلزمك أن تقول، إن كل الفرق الإسلامية المعتد بها نظرا مثل المعتزلة والشيعة الجعفرية والإباضية والزيدية، فيجب أن يكونوا من أهل السنة، وذلك لأنهم لا يحتكمون في الظاهر إلا إلى الكتاب والسنة، ولو جئت لهم بآية لترد عليهم في قول لهم، فإنهم ينقضون استدلالك بآية أخرى، ويقابلون حديثك الذي جئت به بحديث آخر، فاحتكامهم في الحاصل إنما هو إلى ما يفهمونه من الكتاب والسنة . فكيف جاز لك أن تقول إن أهل السنة هم فقط الأشاعرة والماتريدية وأتباع ابن تيمية على زعمك؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق