الأحد، 21 فبراير 2010

ارهابي حتى الموت

افتراضي إرهابي حتى الموت

اجتمع اثنان من أصدقاء الدراسة ؛


فتحادثا حول الأمور الموجعة التي يعاني منها العالم الإسلامي ؛



غير أن أحدهما اشتبهت عليه بعض المسائل التي سمعها من بعض القنوات التي تبث


الفتن ؛




فقال لصاحبه وهو يحاوره :



عندي أن بعض الأدلة التي تذكرون أنها في صحاح الأحاديث مثل حديث :




( اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ) :




لا تصح ولا تثبت في ميزان النقد الحديثي ؛




فقد قال ( الفقيه ) صاحب القناة التي ترشدنا إلى تعديات آل سعود على الشريعة


ومخالفاتهم الكثيرة للإسلام بأن آل سعود يلوون أعناق النصوص بواسطة علماء



السلطان لتتوافق مع ما يشتهيه آل سعود !




قال صاحبه وهو يرد عليه :




أما الحديث فهو صحيح لا غبار عليه وليس هو بمنقطع كما يقوله هؤلاء ؛





بل تشهد له كافة الأحاديث والنصوص حتى لو فرض كونه منقطعاً ؛





فضعفه لن يؤثر في النتيجة النهائية للمقصود وهو :





السمع والطاعة لمن ولاه الله تعالى علينا وسواء في ذلك : صالحاً كان الحاكم أو



فاسقاً .


قال صاحبه وهو يعترض على هذا الجواب :




آل سعود كفروا ؛ لأنهم استعانوا بالكفار وتولوهم ؛ والله يقول :




( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ؟


رد صاحبه قائلاً :



التولي على أنواع منه ما يكون كفراً مخرجاً من الملة إذا كان تولياً تاماً في القلب



بمحبة دينهم وما هم عليه من كفر .


أما التعامل التجاري أوالاقتصادي معهم أو قبول هديتهم أو إجابة طعامهم وما إلى



ذلك فلا بأس به كما صحت به الأحاديث .




أما موالاتهم ومحبتهم فيما هو ليس لدينهم وما هم عليه من شرك ؛




فهو ذنب لا يخرج من الملة ؛ بل هو معصية




تنقص من الإيمان كما وقع لحاطب بن أبي بلتعة مع قرابته لما كاتبهم بأخبار النبي عليه الصلاة ولسلام وعزمه على غزوهم .


قال صاحبه وهو يريد أن يسكته ويفحمه بشبهة أخرى :


أنا لم أبايعهم فلست مجبراً على طاعتهم !




رد صاحبه :




وكذلك الصحابة لما بايعوا أبا بكر لم يبايع كل واحد منهم فرداً فرداً ؛




بل بايعه أهل الحل والعقد .




وهكذا في مبايعتنا للملك فهد حفظه الله .




قال صاحبه :




قد أقنعتني بهذا الجواب ؛ وبالذي قبله ؛




غير أنك لن تستطيع إقناعي بكونهم يفسحون للبنوك


الربوية ؛



بل يحمونها ويقننونها ويدعون إليها ؟


رد صاحبه :



بل هذا أوضح مما سبق ؛


لأن الإصرار على الذنب بل ودعوة الأصدقاء للوقوع في الزنا أو شرب




الخمر ليس كفراً مخرجاً من الملة بل ذلك معصية كغيره من المعاصي التي قد يقع



فيها المسلم ؛


وإلا لوقعنا في مذهب الخوارج الذين يكفرون بالكبائر ؛



بل وعند بعضهم ولو بالصغائر !


رد صاحبه :



هذا شيء والتقنين شيء آخر ؟




قال الآخر :




أرأيت لو أن فلاناً من الناس كان ببيته شيء من آلات اللهو والطرب والموسيقى ؛


فهل إذا وجد من بعض أسرة ذلك الرجل كابنه أو ابنته من يعترض عليه بكون هذه



الأمور من المحرمات ؛


غير أن الأب منع أحداً من الكلام معه حول هذا الموضوع وقال :




سأضرب وأعاقب من كلمني بأن أخرج هذه الأشياء من البيت :




أفيكون هذا الأب أو الرجل كافراً بهذا الذي قام به ؟




رد صاحبه :


لا لا يكون بذلك كافراً .



قال الآخر :
فهذا كذاك !

وعنذاك قام هذا الصديق مبتسماً ومسروراً بهذه الإجابات التي أثلجت صدره ؛



بل ذهب يدعو كل من أشرب قلبه هذه الشبهات وغيرها بأن لا يصر على رأيه ؛



بل يسأل أهل العلم ؛ ويبحث في كتب المتقدمين - لو كانت لديه



الأهلية لذلك - حتى يهديه الله تعالى ليخرج هذا الشباب - الضال عن الصراط - من


الظلمات إلى النور بإذن الله تعالى .




انتهت القصة التي نسجتها من بنات الأفكار - كما يقال - واصطدتها من الخاطر

والبال .



علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق